مواضيع

موقف محكّمي  ISIمن البحوث المعارضة للركائز الغربية خصوصاً في العلوم الإنسانية

… والنقطة الأخيرة تتعلّق هي الأخرى بالقضايا العلمية، إنّنا في حيّز الأعمال البحثية ونشر البحوث والدراسات الإيرانية في مجلات ال‍ – ISI نتعرّض أحياناً لبعض المشكلات. ولا شكّ – كما ذكروا – في أنّ كمية البحوث الإيرانية التي تنشر في هذه المجالات جيدة، بيد أنّني على علم – خصوصاً في مجال العلوم الإنسانية – بأنّ بعض مجلات ال‍ – ISI لا تنشر بحوث باحثينا أساساً، لماذا؟ لأنّها غير متلائمة مع ركائزهم ومتبنّياتهم. نعم؛ قد تكون لنا آراؤنا حول الفلسفة وعلم النفس والتربية وسائر العلوم، ويقوم باحثنا بدراسة ويصل إلى نتائج معينة – وهو ما نريده – ويفتح حدوداً بطريقة لا تنسجم مع أساس هذا العلم الغربي وقيمه، لذلك لا ينشرون الدراسة! وهذا بدوره ردّ على سذاجة البعض ممّن يتوهّمون أنّ العالم الليبرالي – الديمقراطي مفتوح بالمعنى الحقيقي للكلمة ويستطيع كلّ إنسان أن يقول فيه ما يحلو له، إنّه غير صحيح؛ فإنّهم لا ينشرون حتى البحوث والدراسات العلمية إلّا وفقاً لهذه الموازين!

هذه من جملة الأمور التي تقرع أجراس الإنذار، وتبعث على العبرة، وإذا لم تكونوا مطّلعين فابحثوا وحقّقوا وستصلون إلى ما قلته.

كنّا قد سمعنا في زمن ستالين أنّ حكومة ستالين تقول لمراكز البحوث عندهم: إنّها تريد منهم التوصّل إلى هذه النتيجة أو تلك! فلم يكن العلم حرّاً. وطبعاً؛ هذا ما كان يقوله الأمريكان والغربيون أيضاً عن حكومة ستالين، وكنّا نتيقّن في حينها من أنّ الأمر على هذا النحو، أمّا الآن فأنا أشكُّ في ذلك، والسبب هو كثرة ما نرى منهم من أكاذيب ومخالفة للواقع، فنقول: ربّما كانت هذه أيضاً تهمة ضدّ ستالين! كانوا يقولون – صدقاً كان أو كذباً -: إنّ البحث العلمي إذا جاءت نتائجه بخلاف مبادئ الديالكتيك فإنّ ستالين كان يرفضه، ويقول يجب أن تبحثوا وتحقّقوا إلى أن تصلوا إلى هذه النتيجة! والآن نشاهد هذا بأعيينا في العالم الليبرالي – الديمقراطي، ولكن بشكل حداثي ومنظّم وفيه رقّة وأناقة وربطات عنق! البحث العلمي لباحث مسلم له رأيه في موضوع معيّن إذا كان بخلاف الأطر التي يعتمدها محكّمو ال‍ – ISI لا يمكن نشره في تلك المجلات![1]


[1] من كلمته في لقاء وزير العلوم ورؤساء الجامعات، بتاريخ ٢٠٠٥/٠١/٠٦.

المصدر
كتاب النهضة البرمجية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟