مواضيع

الاستمرار نحو التسوية السياسية

أيها الأحبة الأعزاء : وبينما كان الخط البياني يشير إلى تنازل المقاومة المسلحة والاتجاه نحو التسوية السياسية الخاسرة مع الكيان الصهيوني، أخذ الشعب الفلسطيني زمام المبادرة من جديد، ليعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، فانفجرت انتفاضة أطفال الحجارة الغاضبين في فلسطين بتاريخ : ( 8 / ديسمبر ـ كانون الأول / 1987م ) وبرزت حركة حماس، ثم حركة الجهاد الإسلامي كحركتي مقاومة شعبية وقوى استشهادية مسلحة، إلا أن ذلك لم يدفع منظمة التحرير لإعادة النظر والعودة إلى خيار المقاومة المسلحة من جديد، وإنما استمرت بخطى متسارعة نحو التسوية السلمية مع الكيان الصهيوني العدواني الغاصب لفلسطين .. وذلك لأسباب عديدة منها:-

السبب الأول :-

اتجاه دول الطوق العربية نحو التسوية السلمية مع الكيان الصهيوني، مما ولد الخوف لدى منظمة التحرير من التهميش ببقائها خارج إطار عملية السلام، لاسيما بعد مؤتمر مدريد واتفاقية وادي عربة بين الكيان الصهيوني والأردن في عام 1993م، وطرح التسوية السلمية بأنهـا الخيار الاستراتيجي الوحيد لـدى الدول العربية في حل القضية الفلسطينية، سواء الدول التي وقعت اتفاقيات مع الكيان الصهيوني والتي لم توقع . وقد دفع هذا منظمة التحرير للقبول بخيار التسوية كأمر واقع على قاعدة فن الممكن، وسعت لكي يكون لها برنامج سلام خاص بها مع الكيان الصهيوني .

السبب الثاني :-

خشية منظمة التحرير من منافسة حركتي حماس والجهاد لها على قيادة الساحة الفلسطينية وتقدمهما وفرض وجودهما عليها، حيث بدأت قاعدتيهما الجماهيرية في الاتساع على الساحة الفلسطينية بوتيرة سريعة على حساب قاعدة منظمة التحرير الجماهيرية، وبروز الحركتين كقوتين فاعلتين ومنافستين لمنظمة التحرير، بعد أن كانت المنظمة متربعة على كرسي القيادة للشعب الفلسطيني بدون منافس لأربعة عقود من الزمن تقريبا . وهذا ربما يكون قد ولد لديها شعورا بأنها صاحبة الاستحقاق الأول والأولى بالقيادة للشعب الفلسطيني، ويكون دخولها في مشروع التسوية السياسية بمثابة قطع الطريق على منافسيها الذين يتطلعون إلى قيادة الشعب الفلسطيني، وفرض قيادتها كأمر واقع على الساحة الفلسطينية، في ظل الدعم الدولي والعربي لمشروع التسوية وموافقة الهوى الصهيوني لذلك .. ولفهم أفضل لهذا الموضوع : ينبغي أن تأخذ بعض عوامل التحول التي ذكرت قبل قليل بعين الاعتبار .

وعلى مستوى التأثير ميدانيا على واقع الانتفاضة وحركة المقاومة المسلحة : فقد وضع اتجاه منظمة التحرير نحو التسوية السياسية مع الكيان الصهيوني الانتفاضة الشعبية وحركة المقاومة المسلحة للشعب الفلسطيني .. بين مربع الضغط التالي :-

الضلع الأول:-

الضغوط الصهيونية الشرسة التي تستهدف البنية التحتية للشعب الفلسطيني بالتدمير وعناصر المقاومة بالاغتيال. 

الضلع الثاني :-

المؤامرات الدولية بقيادة الشيطان الدموي أمريكا وحلفائها الدوليين وتوظيف مجلس الأمن كأداة لتحقيق أهدافهم الشيطانية وأجندتهم الخبيثة ضد الشعب الفلسطيني بوجه عام ومقاومته بوجه خاص .

الضلع الثالث :-

تخاذل الأنظمة العربية بسبب توجهاتها نحو التسوية السلمية مع الكيان الصهيوني القائمة على تبعيتها لأمريكا والغرب وعزلتها عن الشعوب، وممارستها الضغوط المتنوعة على المقاومة لحملها على التخلي عن خيار المقاومة، ومن الضغوط منع المساعدات المادية والإنسانية عن الشعب الفلسطيني .

الضلع الرابع :-

الشرطة الفلسطينية التي استخدمت لمواجهة المقاومة، وبروز شبح المواجهات البينية بين الفلسطينيين .

المصدر
كتاب القدس صرخة حق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟