الموت
جدول المحتويات
أخي ..
سنقوم بالسفر معاً .. ولكن هذه المرة إلى الموت .. «موتوا قبل أن تموتوا»؛ كي نعدّ العدة ونتجهز في الدنيا قبل نفاد المدة ..
الاحتضار
في آخر أيام الدنيا، وبعد أن تصرّمت أعمارنا، وانتهت أيام إقامتنا وحلّ علينا «عزرائيل» (علیه السلام) وأعوانه بـ«الموت» .. عندها نعيش أشد الآلام وأصعب اللحظات .. إنها لحظات الاحتضار و عروج الروح وخروجها من الأجساد <وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ>[1] ..
إنّ آلام نزع الروح والاحتضار لاتُقاس بكل الآلام التي أصابتنا في الدنيا؛ لأنّ آلام الجسد تُصيب «جزءً» من البدن، أما في الاحتضار فإنّ الآلام تصيب كل البدن، بل الذي يتألم هي «الروح» وهي الآن سوف تنتزع من كل عضوٍ عضو و جزءٍ جزء .. فما أقسى الأوجاع!
إنّ «مرارة الموت» لا يمكن تحملّها، و«سكرة الموت» تذهل كل من عاينها ..
بل قد ينسى الإنسان كلّ شيء إلا إذا كان راسخاً في الوجدان وصار ملكة من الملكات الفاضلة، إنّ الشخص الذي يتعّرض إلى حادثٍ مروري شديد، والذي قد يؤدي إلى فقدان الوعي .. إذا جئت له وسألته عن بعض الأمور فإنه قد لا يجيبك بأي شيء؛ لأنه في مثل هذا الوقت وبعد الحادث والصدمة قد ينسى حتى اسمه ومكان منزله!!
و«صدمة الموت» وشدة الاحتضار تجعل الميت ينسى أموراً كثيرة، فإذا لم تكن «العقائد» راسخة، ولم تتحول «الأخلاق» إلى ملكاتٍ راسخة في الوجدان، ولم تعش الوعي في الأعمال الصالحة فإنك .. بعد الاحتضار .. قد تنسى ربك ونبيك وإمامك، فتخرج من هذه الدنيا وأنت بلا عقيدة ولا أخلاق فاضلة، فتنتقل إلى «عالم الآخرة» فقيراً من الزاد، وبلا راحلة تعين على اجتياز العقبات والمنازل المخيفة!!
أخي ..
هل فكرت في لحظة الاحتضار، وهل عاينت أناساً يعيشون سكرات الموت .. وهل فكرت في طريقٍ وحلٍ لما سوف تُلاقيه من أهوال؟!
أخي ..
إن الانغماس في الشهوات، وبالأخص «الشهوات المحرمة» يسبب شدة المعاناة عند الموت والاحتضار .. فـ«حلاوة الدنيا مرارة الآخرة، ومرارة الدنيا حلاوة الآخرة»، فهل تُقدِم على «الحرام» إذا أدّى إلى هذه الآلام والأوجاع، وهل عقلُك يُجيز لك أن تعيش اللذة لـ«فترة قصيرة» ومن ثم تعاقب عليها بـ«أهوالٍ عظيمة» يدوم العذاب فيها؟ّ
أخي ..
إنّ الالتزام بـ«الواجبات»، وبالأخص الإتيان بالصلاة في أول وقتها مع الخضوع والخشوع ..، كلُّ ذلك يُعين على تخفيف سكرات الموت وتسكين مرارة الاحتضار .. بل قد يكون الموت – عند البعض – أحلى من العسل وأجمل من كل اللذات .. فـ<طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ>[2]
العديلة عند الموت
إنّ الإنسان وقت الاحتضار وعندما يحلّ عليه الموت .. يكون في أضعف الحالات، فهو يحتاج إلى من يُعينه ويساعده في مثل هذه اللحظات الحساسة والخطيرة ..
وهنا يأتي «الشيطان» وأعوانه، ويحاولون أن يخدعوه في آخر لحظات الدنيا، ويغووه حتى يخرج من الدنيا بلا إيمان!
والإنسان المحتضر ضعيف، والشيطان خدّاع وماكر، فإذا كان الإنسان في الدنيا مطيعاً للشيطان وداخلاً تحت ولايته، فلا يقوم بالواجبات ويعيش الذنوب والموبقات .. فإنه قد ينخدع وقت الموت والاحتضار بآخر خدع الشيطان ويطيعه .. فيسلب الإيمان ويخرج من الدنيا كافراً!!
وفي الدعاء «اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت».
قصة وسوسة الشيطان
يُروى أن «رجلاً عابداً» يعيش بعيداً عن الناس في أطراف المدينة وكان مستجاب الدعوة وصاحب كرامة. واتفق أن تُوجد «فتاة» في المدينة تعاني من أمراضٍ عجز الأطباء عن علاجها، فاقترح إخوة الفتاة في ما بينهم أن يذهبوا بأختهم إلى هذا «العابد الصالح» لكي يُعالجها، فتوجهوا إليه وطلبوا منه أن يعالجها، فطلب منهم أن يتركوا أختهم «الفتاة» عنده ويرحلوا، و أن يثقوا به فأعطوه أختهم وذهبوا!
وعندما جاء «الشيطان» و وسوس لـ«العابد» وخدعه، حتى ارتكب الفاحشة مع «الفتاة المريضة»! و ازدادت المشكلة أن «الفتاة» صارت حاملاً!! فخاف العابد أن ينكشف الأمر، فماذا يعمل حتى لا يفتضح أمره؟!
هناء جاء له «الشيطان» مرة ثانية، وقال له: اقتلها فتتخلص منها وإذا جاء أخوة الفتاة فقل لهم: إنها تشافت وأصبحت سالمة وقد ذهبت إلى أهلها ولا أعلم بها!! فقام العابد فقتلها ودفنها بجنب البيت!!
وبعد مدّة جاء «إخوة الفتاة» يسألون عنها، فقال لهم العابد: لقد عالجتها وذهبت! فرح الأخوة بذلك وذهبوا، وفي الطريق تجسّد لهم «الشيطان»، وقال لهم: إنّ هذا العابد يكذب عليكم! فقد قتلها ودفنها، وإنها مدفونة في المكان الفلاني! فذهب الإخوة وعندما حفروا وجدوا «أختهم» مقتولة!!
فأخذوا «العابد» إلى القاضي وحُكِم عليه بـ«الإعدام»! وعندما همُّوا بإعدام العابد، تمثّل «الشيطان»، وقال له: أنا الذي أوقعتك في كل هذه المشاكل وأنا أقدر على حلها جميعاً، ولكن أطلب منك شيئاً واحداً فقط، فإن عملته خلّصتك مما أنت فيه! فوافق العابد على ذلك، فقال الشيطان: اسجد لي فقط. فسجد «العابد» وفي الأثناء تم إعدامه، وخرج من الدنيا وهو يعبد «الشيطان» ويسجد له!!
أخي ..
هل شاهدت كيف أنّ طاعة الشيطان توصل إلى سوء الخاتمة؟
وهل عاينت كيف أن كل خطوة شيطانية وراءها خطوات؟
وهل اكتشفت أنّ إبليس لا يتركنا حتى في آخر لحظة من حياتنا؟
أخي ..
إن النظرة المحرمة والخلوة مع الأجنبية ثم الزنا والفاحشة، ثم القتل .. هي طاعةٌ للشيطان، والخاتمة! أن تسجد له في آخر لحظات عمرك وتخرج من الدنيا بلا إيمان!! فهل يمكن أن نستخف بالذنوب بعد الآن، وهل نتهاون في متابعة خطوات الشيطان؟!
حضور أهل البيت (علیهم السلام)
إنّ المؤمن الذي كان يعيش الصلاح في الدنيا، والاستقامة على نهج الأئمة (علیهم السلام)، فيعمل بكلِّ ما أمروا به، وينتهي عن المحرمات التي نهوا عنها .. بل وقاسى في الدنيا أنواع البلاء ومختلف المصائب من أجل محبّة أهل البيت (علیهم السلام) والثبات على مبادئهم ..
فهل يجازينا أهل البيت (علیهم السلام) على ذلك عند الموت؟
وهل يعينوننا على أهوال الاحتضار ونزع الروح ومرارة الموت؟
وهل يثبّتوا عقائدنا وإيماننا ولا نقع فريسةً للشيطان عند الموت؟
أخي ..
إن أهل البيت (علیهم السلام) يحضرون لشيعتهم ومحبيهم عند الموت والاحتضار ونزع الروح، فيطمئنونهم ويسكّنون من روعهم وخوفهم ويثبّتون أقدامهم على الإيمان، ويبشرّونهم بالمغفرة والجنة .. وعندما يغمض الميت عينه وهو مطمئن النفس لا خوف عليه ولا هم يحزنون.
قصة حضور الإمام علي (علیه السلام) عند الموت
يروى أن رجلاً من الشيعة كان يعيش الاحتضار، وكان من المعتقدين بأن الأئمة (علیهم السلام) يحضرون عند الموت ويعينون شيعتهم، وكان بجنبه بعض «النواصب» الذين لا يقبلون بهذا الأمر، وبينما كان يعيش سكرات الموت وإذا تبرز في وجهه «نقطة سوداء»، ثم ازدادت حتى غطّت كل وجهه! هنا فرح «النواصب» من هذا المشهد، حيث وجدوا شيعياً معروفاً بالولاء وهو يعيش سواد الوجه في آخر لحظات عمره، وهذا -بنظرهم- يؤكّد ما يدّعون بأن الأئمة (علیهم السلام) لا يحضرون لشيعتهم!!
وبينما هم كذلك، وإذا بـ«وجه الشيعي» يتغيّر تدريجياً ويزول عنه «السواد» بل ويصبح وجهاً نورانياً جميلاً! فأفاق الشيعي وقال لمن حوله: لقد حضر لي الإمام علي (علیه السلام) الذي لا يتخلّى عن شيعته في مثل هذه الظروف الصعبة.
المعاصي .. والخاتمة السيئة
إنّ الذنوب والمعاصي لها آثار سيئة في الدنيا والآخرة، فهي تسلب البركة وتُسبّب أنواعاً من البلايا، وتجعل القلب مظلماً والروح ملوثة .. وهي مع كلّ ذلك توصِل الإنسان إلى العاقبة والخاتمة السيئة، خصوصاً وقت الاحتضار ومفارقة الروح والرحيل عن الدنيا ..
إن الإدمان على المعاصي والتوغّل في الآثام، يجعل الإنسان وقت الموت يكره «الله» ويرفض «الدين» ويخرج فاسقاً بلا إيمان ولا دين حتى لو كان مثل هذا الإنسان «العاصي» يأتي بالعبادات ويعتبر من العلماء!
فهجران الذنوب مهم ولازم، والتوبة واجبة لا يصح تأخيرها ..
قصة المعاصي المرتكبة
يروى أنّ أفضل تلميذ لـ «ابن عياض» جاءه الموت، فأخبروا أستاذه بأن تلميذك المميّز يعاين الموت، فهلا حضرت له ولقّنته الشهادتين قبل أن يرحل عن الدنيا، و لتقوم ببعض الأعمال التي تخفف عليه الموت؟
فجاء الأستاذ إلى تلميذه المميّز، وأخذ يلقّنه الشهادتين ويقول له: قل «لا إله إلا الله» .. وإذا بالمفاجأة: أن يفيق التلميذ من غشوته وهو يصرخ ويقول: لا، لن أقولها .. أنا أكره الله!! تفاجأ الأستاذ من ردّة فعل تلميذه .. ومات التلميذ وهو على هذا الحال السيء والخاتمة المظلمة. وظلّ الأستاذ متحيّراً لا يعلم السبب الذي أدى لوصول هذا التلميذ لمثل هذا الحال. وبعد مدّة من الزمان رأى الأستاذ تلميذه في المنام، فسأله عن سبب امتناعه عن النطق بالشهادتين وإظهار كلمات الكفر! فقال التلميذ لأستاذه: يا أستاذ، صحيحٌ أنّي كنت أفضل طلابك وأكثرهم علماً، ولكني كنت ارتكب ثلاث معاصي، وكانت هذه المعاصي هي السبب لخاتمتي السيئة:
فأولاً: كنت إنساناً حسوداً، فكنت أحسد الناس على ما أعطاهم الله.
ثانياً: كنت نمّاماً وأقوم بإيقاع الفتنة والضغينة والمشاكل بين الناس.
ثالثاً: كنت أشرب مقداراً بسيطاً من الخمر من أجل علاج آلام بطني! وقد وصف لي الأطباء هذا العلاج.
الطاعات .. والخاتمة الحسنة
إن القيام بالواجبات والمستحبات، والاهتمام بالعبادات والإتيان بها بالشكل الصحيح، كالإتيان بالصلاة جماعةً، وفي أول الوقت مع الخشوع والتفكر .. وكذلك الاحتراز والاحتياط والإبتعاد عن الشبهات فضلاً عن المحرمات .. يجعل الإنسان يعيش طهارة الروح ونقاء القلب والسكينة والطمأنينة، والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، ويوفّق الإنسان للخاتمة الحسنة.
قصة ندم شرب الخمر عند الموت
يروى أن امرأة صالحة في زمان الإمام الصادق (علیه السلام) جاءت إلى الإمام تسأله عن حكم مسألةٍ، وهي شرب مقدار ضئيل من الخمر (قطرات)، من أجل علاج آلام تصيبها في بطنها، وقد قال لها الأطباء: أنّ علاجها يكون بذلك!
فسألها الإمام (علیه السلام): لماذا لم تعملي بما قال لك الأطباء؟
فقالت: أنا لا أعمل إلا بما تأمرني وتنهاني، فأنا قلّدتُك ديني حتى إذا جئت يوم القيامة وسألني الله عن شيءٍ، فسأجيبه: هذا هو دين إمامي، وهو أمرني ونهاني.
فقال لها الإمام (علیه السلام): احذري أن تشربي قطرة واحدة من الخمر؛ لأنك إذا شربت من الخمر فسوف تندمين عند الموت.
أخي ..
فلتكن مثل هذه المرأة الصالحة التي لا تعمل إلا بما يقوله الدين والأئمة (علیهم السلام)، فلا تترك واجباً ولا تعمل حراماً؛ لأن ذلك سيؤدي إلى سوء الخاتمة والمصير المظلم.
وطاعة الله تعالى ومراقبة النفس على الدوام تؤدي إلى حسن الخاتمة والمصير إلى الجنة.
بر الوالدين وعدم العقوق لهما
إن البر بالوالدين من أعظم الواجبات، والعقوق بهما من أعظم المحرمات، وإن آثار وبركات طاعة الوالدين والرحمة بهما يظهر في الدنيا قبل الآخرة، والآثار المظلمة والتبعات السيئة لمعصيتهما وأذيتهما وإدخال الألم على قلبيهما تظهر في الدنيا وعند الموت وما بعد الموت!!
خصوصاً الأم التي تملك المقام العظيم عند الله تعالى، فكن دائم الدعاء لهما والإحسان واللطف بهما.. «اللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي، وَ أَطِبْ لَهُمَا كَلَامِي، وَ أَلِنْ لَهُمَا عَرِيكَتِي، وَ اعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي، وَ صَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً، وَ عَلَيْهِمَا شَفِيقاً»[3]
قصة رضا الأم عن ولدها
يروى أن شاباً في زمان رسول الله (ص) قد حضرتهُ الوفاة وصار يعيش الاحتضار ويعالج سكرة الموت، فأخبروا رسول الله (ص) بذلك، فتوجه وجلس عنده، وأخذ الرسول يلقِّن الشاب الشهادتين، ولكن الشاب لا يستجيب لذلك، ولا يأتي بالشهادتين فتعجّب الرسول (ص) من ذلك، فالتفت إلى امرأةٍ كانت جالسة بجانب الشاب وسألها: هل لهذا الشاب أمّ؟
فقالت المرأة: أنا أمّه.
فقال لها الرسول (ص): هل أنتِ راضية عنه؟
قالت الأم: ما كلمته منذ سنوات، فقد كنت ساخطةً عليه وغاضبة، وكان عاقاً لي.
فقال لها الرسول (ص): إنّ ابنك لا يقدر على النطق بالشهادتين؛ لأنه كان عاقاً بكِ، ارضي عنه وسامحيه حتى يتمكّن من النطق بالشهادتين.
فقالت الأم: لقد رضيت عنه لأجلك يا رسول الله.
ثم التفت الرسول (ص) للشاب وقال له: ماذا ترى؟
قال الشاب: أرى أسوداً قادماً إليّ وهو مخيف.
فقال له الرسول (ص): قُل «يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، اقبل مني اليسير واعف عني الكثير» .. فأخذ الشاب يرددها.
فسأله الرسول (ص): ماذا ترى؟
فقال الشاب: أرى الأسود المخيف قد ولّى عني ورحل.
ثم تشهّد الشاب الشهادتين ورحل عن الدنيا.
أخي ..
إن هذا الشاب لم يتمكن من النطق بالشهادتين؛ لأنه عاق!
وإن عقوق الوالدين «الأم» كان سبباً لسوء الخاتمة لولا رضاها!
وإن الخروج من الدنيا بلا إيمان ولا دين كان بسبب هذا الذنب!
وإن رسول الله (ص) لم يتمكن من تلقينه الشهادتين إلا بعد رضا أمّه!
«اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السُّلْطَانِ الْعَسُوفِ، وَ أَبَرُّهُمَا بِرَّ الْأُمِّ الرَّءُوفِ، وَ اجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ وَ بِرِّي بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ، وَ أَثْلَجَ لِصَدْرِي مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ، حَتَّى أُوثِرَ عَلَى هَوَايَ هَوَاهُمَا، وَ أُقَدِّمَ عَلَى رِضَايَ رِضَاهُمَا»[4]
[1]– القيامة: 29
[2]– الرعد: 29
[3]– الصحيفة السجادية، دعاء 24، دعاء لأبويه
[4]– الصحيفة السجادية، دعاء 24، من دعائه لأبويه