مواضيع

ليس محتما أن تكون هناك دلالات خاصة لأولياء الله

لقد أخفى الله جلّ وعلا أولياءه بين عباده.[1] لذلك ينبغي اجتناب النّظر إلى أيّ أحد نظرة عدم احترام ونظرة بعيدة عن الأدب، بل ينبغي التقدّم في الاحترام والأدب. لعلّ هذا الذي لا تبدو عليه القيمة، ذلك الذي يعمل لديكم، يكون وليّاً من أولياء الله. ليس محتّماً أن تكون هناك دلالات خاصّة لأولياء الله. انظروا إلى نوّاب صاحب العصر والزّمان(عج) الأربعة، كان أحدهم بائع زيت. ومن بين أصحاب أميرالمؤمنين(ع) العظام كان ميثم التمّار، كان بائع تمر. ما الذي يعنيه اسم ميثم التمّار؟ ليس محتّماً أن يكون ميثم التمّار رئيس العشيرة الفلانيّة، أو العالم الفلاني.

كان الشهيد حسين الأسدي[2] من هؤلاء الأولياء المخفيّين؛ كان يعيش إلى جانبنا ومعنا والتقيت به مرّات عديدة، سلّمت عليه، وها أنا اليوم أتحسّر على تلك الأيّام.

لقد كان حسين أسدي حتّى الأمس شخصاً عاديّاً في هذه القرية. لم نكن نتوقّع كونه من الأولياء الإلهيّين العظام. لماذا كان أولياؤنا يبادرون للسلام عندما يلتقون أحدهم -ولا فرق في كونه أصغر منهم سنّاً أو أكبر-؟ هذه خصلة أنبيائنا، وهذه كانت خصلة عظمائنا.

كيف بلغ حسين الأسدي هذه المرتبة؟! لقد كان أسدي بالأمس شخصاً يأمر بالخير. كان يأمر بالمسجد. كان يأمر بالصّلاة، كان يأمر ببناء المسجد. كان يأمر بتكريم الشهداء؛ لكنّ أسدي اليوم يختلف عن أسدي الذي كان في السابق. هذه المرتبة من المعتقدات الدينيّة، نقلته من التسليم إلى التصديق ومن التصديق إلى اليقين.[3]


  • [1]– عن أمير المؤمنين(ع) أنّه قال: إنّ الله تبارك وتعالى أخفى أربعةً في أربعة، أخفى … وأخفى وليّه في عباده فلا تستصغرنّ عبداً من عبيد الله فربّما يكون وليّه وأنت لا تعلم. (الخصال، ج1، ص:231)
  • [2]– ولد الشهيد حسين الأسدي الخانوكي عام 1960 في عائلة متديّنة في مدينة خانوك. كان له دورٌ مؤثّر في انتصار الثورة الإسلاميّة وانضمّ إلى مؤسسة جهاد البناء بعد انتصار الثورة الإسلاميّة. بالتزامن مع بدء الحرب المفروضة تطوّع للمشاركة في الجبهة وأصبح عضواً في صفوف الحرس الثوري في العام 1981. انشغل حسين بعد الحرب بالخدمة في منصب مسؤول التبليغ الإسلامي في مقرّ القدس في سيستان وبلوشستان. ثمّ نال أخيراً فيض الشهادة في العام 18 تشرين الأوّل من العام 2009 إثر عمليّة اغتيال نفّذها عناصر جماعات المنافقين الإرهابيّة.
  • [3]– كلمة الحاج قاسم سليماني في حفل تكريم شهداء خانوك عام 2010.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة | الشهيد قاسم سليماني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟