مواضيع

آثار دماء الحسين

نحن نقول بأن الحسين (ع) انتصر بكربلاء عبر معادلة انتصار الدم على السيف والتي هي من أبرز إنتاجات مدرسة كربلاء.

فهل فعلاً بأن الحسين (ع) انتصر أم بأن انتصار الدم على السيف مجرد شعار؟

هل أن معادلة انتصار الدم على السيف حقيقة أم أننا قمنا باستخدامها لتبرير بعدم الانتصار الحسين (ع) مادياً أم معادلة انتصار الدم على السيف تشمل الانتصار المادي والمعنوي؟

للإجابة على هذه الأسئلة لا بد من ذكر آثار دماء الحسين (ع)، أي ماذا فعلت هذه الدماء؟ وما هي تأثيراتها على الأمة الإسلامية؟

ثم أن الحسين خرج من أجل تحقيق أهداف، فهل تم تحقيق هذه الأهداف باستشهاد الحسين (ع)؟ فإن تحققت فإنها تبين صوابية المعادلة وإن لم تتحقق فإنها مجرد شعار.

سنقف الآن مع بعض ما قام به الحسين (ع) بخروجه مع التطرق ببعض النماذج التاريخية المعاصرة لنرى هل انتصار الدم على السيف حقيقة أم شعار؟

بعض الأهداف التي خرج الحسين (ع) من أجلها

1.    شرعية الخروج على الحاكم الظالم:

من ضمن الانحراف الحاد الذي حصل في الأمة من تغيير التعاليم الإسلامية وتجريدها من محتواها – وقد تطرقنا لهذا الموضوع في المقال الأول تحت عنوان أسباب ثورة ومقتل الإمام الحسين (ع) – حيث أصبح الخروج على الحاكم الظالم الفاسد أمراً محرّماً في كل الأحوال مهما بلغ بطشه وظلمه وفساده، إذ أصبح الخروج على الطاغوت اعتراضاً لأمر الله وخروجاً على الدين ويصبح بعدها خارجياً!

لكن الإسلام لا يعطي الشرعية لوجود الطغاة في الحكم وهو الذي أساس فلسفة الجهاد ضد الطواغيت في الأرض وإقامة العدل، خرج الحسين (ع) للقضاء على هذا الإسلام المزيّف الشيطاني ويحل محله الإسلام الحقيقي وهو دين الله كما عبّر عنه الله تعالى في كتابه: <إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ>[1]؛ ولأن الأمة بلغت مرحلة من التزوير والتزييف في المفاهيم الإسلامية والحسين (ع) في خطبته أمام جيش الحر يقول لهم: «فَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَدْ قَالَ فِي حَيَاتِهِ مَنْ رَأَى سُلْطَاناً جَائِراً مُسْتَحِلًّا لِحُرُمِ اللَّهِ نَاكِثاً لِعَهْدِ اللَّهِ مُخَالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ يَعْمَلُ فِي عِبَادِ اللَّهِ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ثُمَّ لَمْ يُغَيِّرْ بِقَوْلٍ وَلَا فِعْلٍ كَانَ حَقِيقاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ»[2].

فما أقوله هو قول رسول الله (ص) وليس قول الحسين بن علي (ع) وهذا يعني أيضاً بأن خروجه هو ليس انحرافاً من المفاهيم الإسلامية ودين الله وليس خروجاً من أجل المصالح الشخصية، ومما ركّز عليه الحسين (ع) وهو التأصيل فقهياً وبشكلٍ عملي في شرعية الخروج على الحاكم الظالم.

الحسين بن رسول الله الوصي العادل العالم الفقيه بعمله الذي قام به وضّح لنا بأنه رأى في عصره سلطانٍ جائر وتحرك وفقاً لتعاليم الإسلام لوقف الظلم والجور، فلذلك فعله حجّة على المسلمين ولم يحق لأحد بأن يقول خلاف ذلك حتى المبغضين الذين قاموا بتبرير فعل يزيد ولكنهم لن يستطيعوا بأن يقولوا أي شيء حول ثورة الإمام الحسين (ع)، فلذلك الحسين (ع) أعطى الشرعية الدينية الفقهية لجميع الثورات التي ستخرج ضد الطواغيت والفاسدين إلى يوم القيامة.

2.    مبدأ مثلي لا يبايع مثله

هناك نوعان من الخطاب الصادر عن المعصومين (عليهم السلام) وهما اللذان يوضحان نوعين من التكليف الصادر من المعصومين (عليهم السلام):

  • خاصٌ بالمعصوم (ع).
  • التكليف الشرعي للمسلمين في كل زمانٍ ومكان.

كمثال على النوع الأول، يقول أمير المؤمنين (ع) في وصف حالته عندما كان راكباً على حماره وأدلى رجليه إلى موضع واحد وهو يقول (ع): «أنا الّذي أهنت الدّنيا»[3]، فهذه الدنيا التي نتكالب عليها ونتعلق بها فقد أقبلت على أمير المؤمنين (ع) فأدار له ظهره ولم يعر لها أي اهتمام وأهانها فلو كان للدنيا لسان لنطق لأمير المؤمنين (ع) بقوله: كفاني إهاناتك.

ليس بإمكاننا مقايسة أنفسنا بأمير المؤمنين (ع)، لذلك قال أمير المؤمنين (ع): «أنا» وهذا مقام الحصر لعلي (ع) ونحن علينا أن نجتهد في هذا الطريق ولكننا لم نبلغ ما بلغه علي (ع) أبداً، يقول المفكر المصري فهمي الهويدي: «كنا نسمع ونقرأ لزهد علي في الدنيا ولكن عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني فإني رأيت زهده في الدنيا رغم إقبال الدنيا عليه، فقلت في نفسي: إذا كان هذا هو زهد حفيد علي بن أبي طالب بعد مئات السنين من ذلك الزمان، فكيف بزهد علي بن أبي طالب (ع)؟»

وأما النوع الثاني من خطاب المعصومين (عليهم السلام) وهو التكليف الشرعي للمسلمين في كل زمانٍ ومكان وهو قول الحسين (ع): «مثلي لا يبايع مثله»، الحسين (ع) لم يقل أنا لم أبايع يزيد ولم يقول الحسين لا يبايع يزيد بل قال: «مثلي لا يبايع مثله» أي: أينما وجد الناس الذين يأخذون الحسين (ع) إماماً وقدوة وهم يتبعون الحسين (ع) نهجاً وديناً، فهؤلاء لا يرضون بيزيد ولا يبايعونه حتى لو لم يكن في الأرض ملجئاً ولا مأوى كما قال الحسين (ع) لأخيه محمد بن الحنفية، فهذا ليس هو الشأن الخاص بالحسين المعصوم (ع) فقط كما يقول البعض عند خذلانهم وعدم نصرهم للحق بقولهم «الحسين غير»، أبداً المفهوم ليس هكذا؛ فهذا هو التكليف الشرعي في كل زمانٍ ومكان حتى ظهور الحجة (عج) وهو عدم إعطاء البيعة للطواغيت مهما كانت الظروف ونقول كما قال الحسين (ع): «الموت أولى من ركوب العار»[4] فإما العيش عزيزاً مع الإسلام أو الاستشهاد في سبيل الله.

3.    لا وجود للحيادية في صراع الحق والباطل

البعض يتعامل مع صراع الحق والباطل على قاعدة عمر بن عاص الذي يقول فيه: «الوقوف على التل أسلم»، فإنه يعتقد نفسه ذكياً ووصل إلى حيلة شرعية لا يخسر الدنيا ولا يبيع دينه في نفس الوقت.

ثورة الحسين (ع) قضت على مثل هذه الألاعيب الشيطانية التي كانوا يعملون بها تارةً باسم الدين وتارةً باسم العقل، ورسخت قاعدة «لا حيادية في صراع الحق والباطل»، أي: ما معناه هو لا وجود شيء بين الجنة والنار، فإما مع الحق ونتيجته الجنة وإما مع الباطل ونتيجته النار، وكل قول أو فعل لا يكون في سبيل الله فلا فائدة منه، لذلك ففي الرواية بأنه شخص أتى للإمام السجاد (ع) وقال له: يا بن رسول الله في يوم العاشر كنت في جيش عمر بن سعد ولم أضرب سيفاً ولم أرمِ سهماً على جيش الحسين (ع) وإنما فعلت ذلك حفاظاً على نفسي (أي جاء إلى جيش عمر بن سعد لأن عبيدالله بن زياد قام بتهديدهم بالقتل للحوق إلى جيش عمر بن سعد) فهل أنا مذنب وأدخل النار؟ رد عليه الإمام السجاد (ع): بلى، لقد كثرت السواد في عين أبي.

أولاً: كم شخص مثل هذا كان في جيش عمر بن سعد حفاظاً على نفسه في وقتٍ يطلب الحسين (ع) فيه النصرة؟ هل يوجد خذلان أكبر من هذا؟

ثانياً: كم واحد مثل هذا سأل نفسه هل لديّ هدف في وجودي مع جيش عمر بن سعد،وأقف في قبال الحسين (ع) مع الجيش المغوار؟ هؤلاء لم يكن هدفهم المشاركة في الحرب ولكن مجرد أن تكون عاملاً في خدمة كثرة سواد العدو فأنت مجرمٌ وشريكٌ في الجريمة، ونصرت الباطل وخذلت الحق ولو بهذا المقدار بل أقل من ذلك، فنقول في زيارة عاشوراء: «وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ» فحتى الذي وضع السرج على الخيل أو ألبسه النقابة، أي حتى من قام بتجهيز الخيل حتى بهذا المقدار فهو مجرمٌ ويستحق اللعن، فلا مجال للقول بأنني فقط قدمت حصاني أو ألبسته النقابة، فهذا منطق أعوج ولا وجود له بالأساس في موضع الصراع بين الحق والباطل، والأكثر من ذلك بأننا نقرأ في زيارة عاشوراء «لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ» من يوم كربلاء إلى يومنا هذا؛ من يأتي ويسمع ما حدث في كربلاء ولا يستنكر فعلهم ويتبرأ منهم فإنه مجرمُ ويستحق اللعن، فمهما كان المقدار الذي تسبب به في نصرة الباطل، وحادثة كربلاء ليست مختصة بزمان كربلاء فقط بل هو الصراع الدائم بين الحق والباطل، فمن كان في يومنا هذا يرى الطغاة والفاسدين ويسكت أمامهم ويرضى بأفعالهم ولا يقوم بالنهي عن المنكر فإنه شريكٌ في الجريمة.

الحسين (ع) قام بتوضيح طريق السير في صراع الحق والباطل، فلا حيادية بينهما؛ فإما أن تكون حسينياً أو يزيدياً، لذلك قال الحسين (ع) لعبيدالله بن الحر الجعفي عندما امتنع عن نصرة الإمام: «فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا إلّا أكبّه الله في نار جهنّم»[5]، فلو رفع نداء الحق ولا تنصره فضلاً عن مواجهته فأنت خذلت الحق ونصرت الباطل ومآلك إلى جهنم وبئس المصير.

4.    فضح النظام الحاكم

الحسين (ع) بثورته فضح النظام الأموي وكشف أوراقه للعالم الإسلامي وللتاريخ كله، فبني أمية التي كانت تدعي بأنها الوارث الشرعي بعد رسول الله (ص)، ويزيد وأعوانه اتهموا الحسين (ع) بأنه خارجي، وأهل الشام – مقر حكم بني أمية – الذين تربوا على بغض علي بن أبي طالب (ع) قاموا باستقبال أهل بيت رسول الله (ص) كسبايا الحرب.

بعد استشهاد الحسين (ع) استلمت السيدة زينب راية القيادة مع الإمام السجاد (عليهم السلام) وقاموا من خلال خطبتين بقلب جميع الموازين في قصر الطاغية أمام عبيدالله بن زياد الذي كان مصداق قوله تعالى: <كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ>[6]، وأهل الشام الذين كانوا متربين على بغض علي بن أبي طالب (ع) وخرجوا احتفالاً لقتل الحسين (ع) وسلبوا أهل بيته، فانفضحت بني أمية في أوساط الأمة الإسلامية وكان لهذا الأمر الدور الرئيسي في خروج الثورات لاحقاً بدءاً من واقعة الحرة وإلى سقوط الدولة الأموية، وسأشير إلى هذه الثورات لاحقاً.

ذهبت بني أمية إلى مزبلة التاريخ وجميع الأجيال بعدها قامت تنظر إلى بني أمية بنظرة الحقارة والدنو، وجميع الأجيال سوف تنظر إليهم بهذه الطريقة إلى الأبد.

السؤال الذي يطرح نفسه

هل الحسين (ع) تحققت أهدافه أم لم تتحقق؟ وفي المقابل الطاغية أراد القضاء على الحسين (ع) فهل تحقق ما أراده؟ بل أراد القضاء على الإسلام لأن الحسين (ع) هو الإسلام، فهل تمكن من ذلك؟ وكان يزيد يسعى من خلال وحشيته العنجهية إلى وقف جميع الثورات التي تقوم على بني أمية وأن لا يتجرأ أحد للقيام بذلك أو بالتفكير في ذلك.

هل حقق الحسين (ع) أهدافه؟

واضح مما تقدم ذكره بأن الحسين (ع) قد وصل إلى أهدافه وحققها جميعاً، فقد أعطى الشرعية الدينية الفقهية للخروج على الحاكم الظالم الفاسد حتى لو لجؤوا لحكام البلاط لإعطاء الشرعية لحكمهم وتبرير مواقفهم كما فعلت بني أمية، وعدم البيعة للظلمة والطواغيت مهما بلغ بطشهم، ومقاومتهم بكل الوسائل المشروعة في كل زمانٍ ومكان، والعمل على قاعدة «مثلي لا يبايع مثله»، وحشّد المؤمنين على مر التاريخ للوقوف في صف الحق، وبيّن لهم واجبهم من أرض كربلاء فصاعداً بأنه لا حيادية في صراع الحق والباطل.

فعليه: على الجميع أن لا يكون لهم دور في نصرة الباطل وخذلان الحق، لا من قريب ولا من بعيد، فلا يسكت في الصراع فإنه نصرةٌ للباطل وخذلان الحق، وبسكوته سوف يشجع الحكومة الظالمة للاستمرار في بطشهم وظلمهم.

الحسين (ع) قام بفضح النظام الأموي المجرم بمجرد سقوط دمه المبارك على الأرض، وأيضاً بيّن للعالم مدى بطشهم وإجرامهم وكيف كان إسلامهم إسلاماً مزيّفاً أموياً وليس هو الإسلام المحمدي الأصيل الذي له صلة بالوحي الإلهي والشريعة الإلهية.

هل حقق يزيد أهدافه؟

أولاً: يزيد لعنة الله عليه لم يستطع أن يقضي على شخصية الإمام الحسين (ع)، فالحسين باقٍ في كل زمانٍ ومكانٍ وموجودٌ إلى أبد الآبدين.

قال النبي (ص):«إنّ لِقَتلِ الحُسينِ حَرارَةً في‌ قُلوبِ المُؤمِنينَ لا تَبرُدُ اَبَداً»[7]، هذا بخصوص الدنيا أما عن الآخرة فإنه سيد شباب أهل الجنة ومحبته باقية في قلوب المؤمنين، خالدة أبدية بخلود هذا العالم.

ثانياً: لم يستطع بقتله الحسين (ع) أن يقضي على الإسلام بل بقى الإسلام شامخاً عزيزاً، والرواية الثانية تختصر الإجابة على هذه النقطة، لما قدم علي بن الحسين (عليهم السلام) وقد قتل الحسين بن علي صلوات الله عليهما، استقبله إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله، وقال: يا علي بن الحسين، من غلب؟ وهو مغطى رأسه، وهو في المحمل. قال: فقال له علي بن الحسين (ع): إذا أردت أن تعلم من غلب، ودخل وقت الصلاة، فأذن ثم أقم.[8] أي بأن ذكر رسول الله (ص) ما زال شامخاً باقياً في كل أذان، وأن الشهادة لله لا زالت باقية.

ثالثاً: استمرار الثورات بعد واقعة كربلاء حتى زوال بني أمية – وسنتحدث لاحقاً عنها تحت عنوان: آثار دماء الإمام الحسين (ع) -.

إذن، يزيد لم يحقق أيٍ من أهدافهِ أمام الحسين (ع).

آثار دماء الحسين (ع)

بقت دماء الحسين تغذي وتسير في عروق الأمة، فقامت العديد من الثورات بعد كربلاء وكلها رفعا شعار «يا لثارات الحسين» وحشّدت للثورة في مكة وقاموا بالترويج للفتح، حيث قال الله تعالى: <إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا>[9]، فالفتح أبلغ وأبعد من النصر، وكما أشرنا بأن الطريق قد انفتح للانتصارات حتى الانتصار النهائي الذي سوف يتحقق على يد الحجة أرواحنا له الفداء ببركة ثورة ودماء الحسين (ع).

نقطة لا بد من الإشارة إليها

النصر أم الفتح؟ النصر انتصار عامي وجزئي، أما النصر فهي أشمل وهي التي تفتح الطريق للانتصارات، لذلك عبّر الله سبحانه وتعالى عن صلح الحديبية بالفتح إذا أتت بعدها فتح مكة على يد النبي الأكرم (ص) وحوّل مكة التي كانت مدينة الكفر إلى مدينة الإيمان.

فالحسين (ع) قام بالفتح وليس بالنصر، فهو الذي قال لبني هاشم: «فإنَّ من لَحِقَ بي منكم اُسْتُشْهِد ومَن تَخلَّف لم یَبْلُغ الفتحَ»[10] فهو الذي فتح الطريق لكل الثورات بأن تقوم على الطواغيت والظلمة، وأي انتصارٍ لأي ثورةٍ في العالم فهي بدماء الحسين (ع).

النتيجة

حتى وفق المعادلات المادية، الحسين (ع) أسقط عرش بني أمية بعد ثمانين عاماً من استشهاده، فالحسين (ع) حقق نصراً مادياً أيضاً، والثورات التي تقوم ضد المستكبرين والطواغيت تأخذ الحسين إماماً لثورتهم وشعارات الحسين (ع) منطلقاً ومنهجاً ومسيراً للسير في ثورتهم، وبعض هذه الثورات حققت انتصارات مادية أيضاً.

والأهم من ذلك هو انتصار الحسين (ع) وهو صاحب الانتصار المادي والمعنوي على الباطل، وهذا الانتصار الحقيقي تحقق ببركة الحسين (ع) ودماءه.

الخلاصة

الحسين (ع) بفكره وعقيدته انتصر على صاحب القصور والتزيّن ..

الحسين (ع) بإيمانه انتصر على الكفر ..

الحسين (ع) بدماءه الطاهرة انتصر مادياً ومعنوياً على يزيد النجس ..

إذن .. مقولة «انتصار الدم على السيف» حقيقة وليس شعار، وواقعٌ وليس مزيّف، وتشمل الجانبين المعنوي والمادي.

قصة دعاء الإمام الخميني في صلاة الليل

يقول آية الله الگلبیگاني الذي استلم عباءة المرجعية بعد رحيل السيد الإمام الخميني (رضوان الله عليه): كنت أتشارك مع السيد الإمام في الغرفة أثناء دراستنا في الحوزة العلمية بقم المقدسة، وكنت أكبر من الإمام الخميني (رضوان الله عليه) بعامين، حيث كان الإمام الخميني (رضوان الله عليه) 16 عاماً وأنا 18 عاماً، كنت أسمعه يدعو في قنوت صلاة ليله بهذا الدعاء: اللهم ارزقني الأخذ بثأر دم جدي الحسين (ع).


  • [1] آل عمران: 19
  • [2] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، جزء 44، صفحة 381
  • [3] تاريخ دمشق، ابن العساكر، جزء 3، صفحة 236
  • [4] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، جزء 45، الصفحة 50
  • [5] مقتل الحسین، الخوارزمي، جزء 1، صفحة 26
  • [6] الحشر: 16
  • [7] جامع أحاديث الشيعة، جزء 12، صفحة 556
  • [8] الأمالي، الشيخ الطوسي، صفحة 677
  • [9] الفتح: 1
  • [10] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، جزء 44، الصفحة 330
المصدر
كتاب يسألونك عن عاشوراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟