مواضيع

التوجه للمعنويات والتقيّد بالأحكام الإلهية

أيها الشباب الأعزاء؛ التدين ومراعاة القيم الدينية ضمن حدود الإمكان من شأنها استجلاب التوجه الإلهي والنجاح الإنساني، والتقدم، لا تستهينوا بهذا الجانب. أريد أن أقول إنكم إذا حللتم المعادلة الرياضية الفلانية، أو العنصر الكيمياوي الفلاني، أو أنجزتم الاختراع الفلاني أو الاكتشاف الفلاني، وكان توجهكم نحو الله فإن الله سيمدكم ويعينكم، فالأمور كلها بيد الله. ربما سبق أن ذكرت أنه حينما بدأ شبابنا متابعة قضية الخلايا الأساسية واكتشافها، رحم الله المرحوم المهندس كاظمي[1] رئيس مؤسسة رويان[2]، جاء مع فريقه وقدم لي تقريراً، قال: اتصلت هاتفياً لأرى أين وصلوا في العمل – لأنهم قالوا بالأمس مثلاً إنهم سينتهون غداً – ورفعت زوجته الشابة السماعة فقالت له إنه – أي المهندس المكلّف بمتابعة القضية – خرّ ساجداً وهو يبكي لأنه استطاع التوصل لهذا الاكتشاف، استطاع التوصل إلى النقطة الأخيرة فهوى ساجداً باكياً، حينما كان المرحوم المهندس كاظمي يروي هذه الحادثة اختنق بعبرته وبكى وبكى معه ذلك الشاب الذي كان في الاجتماع، انخرطوا في البكاء، ينبغي عدم الاستهانة بدور الروح المعنوية، بالتوجه إلى الله والتقرب منه والتوسل بالذات الإلهية المقدسة والعناية الإلهية. يمكن النهوض بالكثير من الأعمال الصعبة، أنتم شباب، وتختلفون عنا، أقولها لكم: إنكم من هذه الناحية متقدمون علينا كثيراً، قلوبكم طاهرة نيرة حرة نقية كمرآة صافية تعكس النور على الفور؛ لم تتلوثوا؛ فاعرفوا قدر هذا، لتكن لكم علاقتكم وارتباطكم بالله؛ بالصلاة، والنوافل، وتلاوة القرآن، والدعاء، والصحيفة السجادية، الصحيفة السجادية هذه زاخرة بالمعارف الدينية، بهذا سوف تعززون بنيتكم الدينية والثورية، إذا كانت البنية الدينية لشبابنا متينة، فإن الكثيرين ممن يعملون في مدينتكم شيراز هذه ومحافظة فارس وكل البلاد – وأنا على اطلاع بالأخبار هنا- لحرف الأذهان نحو اتجاهات مختلفة، إذا لاحظوا القوة والثبات من شبابنا فإنهم سوف يقلعون ويعتزلون، في مدينتكم وفي الأماكن الأخرى ولا أريد التفصيل في القضية الآن، ولعلكم تعرفون الأمور جيداً، تنشط تيارات عرفانية مادية عبثية بلا محتوى، وأديان منسوخة، ومنظمات تتسمى بالدين لكن باطنها سياسي، تنشط وتتجاذب لتنتقص من المنظومة الإسلامية الهائلة كل ما تستطيع، إذا كانت البنية الفكرية والعقيدية لشبابنا متينة فسيفهم أولئك أنه لا طائل من محاولة كسب هؤلاء الشباب، تمتين البنية العقيدية يتأتّى بهذا التوجه إلى الله، والتضرع، والتوسل إلى الخالق، وأدعية الصحيفة السجادية، ليست هذه الأدعية مجرد تكرار: يارب يارب؛ بل هي طافحة بالمعارف الإسلامية التي تعمق عقيدة الإنسان، وكذا هو الحال بالنسبة لتلاوة القرآن، وأداء الصلاة. على كل حال، هذه هي وصيتي لكم أيها الشباب[3].


  • [1].  المرحوم المهندس سعيد كاظمي آشتياني رئيس ومؤسس مؤسسة رويان للأبحاث العلمية.
  • [2].  مؤسسة رويان للأبحاث (في مجال خدمات علاج العقم والاستنساخ) تأسست في عام: 1990م، والهدف من تأسيسها الوصول إلى البحوث الأساسية والتطبيقية في مجال العلوم والتكنولوجيا وتدابير علاج العقم مثل التلقيح الاصطناعي.
  • [3].  بيانات سماحته أمام أساتذة وجامعيي جامعات شيراز بتاريخ 3-5-2008م
المصدر
كتاب الثوري الأمثل في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟