مواضيع

التحليل المتزامن مع نقاط القوة والضعف في المسائل

يجب أن نعرف حالات التقدّم التي حققناها و كذلك علينا تشخيص مواطن ضعفنا، إذا تكتّمنا على نقاط ضعفنا ولم نعرفها وتجاهلناها فسوف تبقى وتتكرّس وتتجذّر ولن ترتفع، علينا معرفة كلّ نقاط القوّة ونقاط الضعف، توجد نقاط إيجابيّة ونقاط سلبيّة كذلك، وهناك صعود وهبوط، لكن المسيرة والحركة كانت مستمرّة وهذا هو المهمّ. ليعلم شبابنا الأعزّاء أنّه طوال هذه الأعوام الاثنا والثلاثون أو الثلاثة والثلاثون كانت هناك محطّات أبدينا فيها ضعفًا، وكان لهذه الحركة صعود وهبوط، ولم تكن دوماً على وتيرة واحدة، فقد كانت أحياناً سريعة وفي أحيان أخرى كانت أقلّ سرعة لكنّها لم تتوقّف أبداً، وقد تقدّمنا في الاتّجاه الأساسي للمسير نفسه، ونشاهد اليوم ثمار ذلك.[1]

هناك ظروفٌ مهمّة حاكمة على العالم يمكن أن تمثّل بالنسبة لنا فرصاً كبرى. فإذا لم نلتفت إلى هذه الفرص ونتعرّف إليها، وإذا لم نستفد منها بشكلٍ صحيح، وفي الوقت المناسب، فإنّنا سنتضرّر. ففي بعض الأحيان إنّ تضييع الفرصة يُعدّ بذاته تهديداً ويؤدّي إلى التأخّر والتخلّف، لهذا لا بأس في أن ننظر من هذه الجهة بمنظارٍ جامعٍ وكلّي إلى قضايا البلد، وبالطبع في هذه النظرة الكليّة يجب علينا أن نستعمل المنظار الواقعي فلا نُبتلى بالخطأ والنظرة الأحاديّة، لدينا نقاط إيجابيّة ونقاط سلبيّة، وعلينا أن ننظر إليها كلّها، فأحيانًا تغلب النظرة السلبيّة فقط وإنّ غلبة الرؤية السلبيّة هو أمر مخالف للرؤية الواقعية ويؤدي إلى اليأس؛ وكذلك الأمر بالنسبة إلى النقطة المقابلة بمعنى أنّ غلبة الرؤية الإيجابيّة دون النظر إلى السلبيّات هو مُضِلّ أيضاً؛ وهو يؤدّي إلى إحداث نوع من الرضى في النفس يكون في بعض الأحيان رضىً كاذب؛ فهذا ليس صحيحاً أيضاً، فيجب النظر إلى السلبيّات بالإضافة إلى الإيجابيّات، فنقول هذا العمل تمكّن البلد والنظام من القيام به، وذاك العمل لم يتمكّنا منه؛ فلننظر إلى الأمرين معاً بناءً على هذا لو أردنا أن نتعرّف بشكلٍ صحيحٍ إلى أوضاع البلد، يجب أن ننظر إلى النقاط السلبيّة والنقاط الإيجابيّة معاً، رجائي هو أن يجلس المسؤولون والنُخب والجامعيّون والحوزويّون ويقوموا بالبحث في هذا الأمر.[2]


  • [1]– 3-2-2012م
  • [2]– 7-8-2011م
المصدر
كتاب التحليل السياسي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟