مواضيع

معسكر المال والقوة والتزوير

المال أي الثروة، والقوة أي السلطة السياسية، والتزوير أي علماء الدين، هذه القوى هي العامل الأساسي في الحرب على الله ودين الحق، فأي دعوة سماوية سيتم مواجهتها من الأغنياء أصحاب الثروة، والطواغيت أصحاب السلطة، والعلماء، والعامل المشترك بينهم جميعًا هو تعرض مصالحهم للخطر وخسارتهم لامتيازاتهم الظالمة، وفي زمن نبي الله موسى (ع) تمثلت هذه القوة في فرعون، وفي هامان المال، وحاربهم موسى جميعًا وهزمهم جميعًا، لكانت حربه شاملة ضدهم، أما في زمن أمير المؤمنين اجتمعت هذه العوامل في شخص واحد وهو معاوية فكانت أموال بيت المال تحت تصرفه واستخدمها في شراء النفوس والضمائر وأشباه العلماء الذين كان عملهم وضع الأحاديث وتزوير الحقائق باسم الدين بما يتناسب مع سياسة معاوية وحكم بني أمية، وبلغ التزوير حدًا حتى بلغ شتم أمير المؤمنين في الصلوات تقربًا إلى الله تعالى، وعندما بلغ نبأ استشهاد علي للشام كانوا يتساءلون مستنكرين: «وماذا يفعل علي في المسجد وهل كان علي يصلي؟» وجيش الشام الذي كان مواليًا لمعاوية أساسًا، عرف الإسلام على يد بني أمية فقد كان أول والٍ عليها بعد غزوها في زمن الخليفة الثاني هو يزيد (أخ معاوية)، ثم تلاه معاوية في الحكم وهذا التدبير من الثاني كان مقصودًا إذ زرع أعداء أمير المؤمنين في مفاصل مهمة من الدولة الإسلامية حتى إذا وصل الحكم لأمير المؤمنين يواجه أعداء من الداخل ولا تسمح له الفرصة لبناء الدولة الإسلامية على أسس سليمة وفقًا لتعاليم الإسلام، وهذا الذي حدث للأسف لاحقًا، وهذا هو المعسكر الثاني وهم المنحرفون والعازفون عن طريق الحق، وكان أمير المؤمنين موسويًّا نسبة للنبي موسى في حربه على معاوية التي اجتمعت فيه عوامل الضلالة والانحراف واستطاع أن يهزمه فكان بينه وبين هلاكه والقضاء عليه أمتار، ولكن وجود الحمقى في جيش الأمير حال دون ذلك.

المصدر
كتاب مرج البحرين يلتقيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟