مواضيع

لا قيمة للدنيا بالنسبة لطالب الحوزة المجاهد

هناك مسألةٌ، وهي مسألة القِيم التي في الحوزة،‌ وعلى طلّاب الحوزة أن يذكروا القِيم بعنوانها قِيمًا ثابتةً لا تقبل الزوال أبدًا. ومن جملة هذه القِيم: العلم والجهاد، ولا تستهينوا بالجهاد، فطالب العلم المجاهد، وطالب العِلم المُجِدّ، وطالب العلم التعبوي، هو طالبٌ مستعدٌ للدخول في ميادين الخطر، وهذا الطالب إذا كان مجهّزًا بأدوات العلم، عندها فلا قيمة للدنيا بالنسبة إليه.‌

لقد قرأتُ مؤخّرًا هذا الكتاب الذي يتحدّث عن الخواطر التعبويّة (النسخة 83)، و قد طُبع أخيرًا، لقد طالعته فكم كان ممتعًا وجميلاً.

إنّ تلامذة الإمام الصادق(ع)يدخلون الميادين الخطرة بلا محاباة ويصنعون الملاحم البطوليّة التي تظنّ أنّها من الأساطير، وذلك في دفاعهم عن حريم الإمام الصادق،‌ يعني عن نظام الجمهوريّة الإسلاميّة؛ لأنّ حربنا هي دفاعٌ عن حريم الإمام الصادق ودفاعٌ عن حريم الإسلام والقرآن، ففكره بعيدٌ إلى هذا الحدّ عن تفكير الناس في هذه الأيّام.

إنّ هذه القِيم، لا تنتهي أبدًا،‌ ولا يوجد شيءٌ يساويها، وعلى نظام الحوزة أن يعمل على تنمية هذه القِيم وتطويرها[1].

نحن ما زلنا لم نصل إلى أهدافنا، وما زلنا بعيدين عن تلك الساحة العظيمة التي نشأت بسبب انتشار الفكر الإسلامي، والتي رسم إطارها الله عزّ وجلّ في الآيات القرآنيّة بقوله: <لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ>[2].

إنّ السبيل لذلك، هو هذا الطريق، وهو طريق الجهاد، طريق الجدّ، طريق العلم والعمل، طريق الإخلاص، طريق الصفاء، طريق ذكر الله والتوجّه إليه، طريق التوسّل بأهل البيت، طريق الحفاظ على الرموز والقِيم الإسلاميّة، وذلك ليس في القلب والذهن وحسب، بل حتّى في العمل، وهذه الأمور هي التي سوف توصلنا إلى الحصول على النتائج.

إذاً، حينما تنظر الحوزة العلميّة اليوم عليها أن تشعر بأنّ المسير الذي سارت فيه مدّة عشر سنوات، كان تحرّكًا مُثمرًا؛ وكانت الحوزة العلميّة في الأساس عبارة عن وجودٍ مثمر ولها أوراقٌ وثمار: <كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ 24 تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا>[3]، وهي كذلك حتّى يومنا هذا[4].


  • [1]– من خطاب سماحته في لقائه بجمعٍ من علماء الدين بتاريخ 20-2-1992م
  • [2]– التوبة: ٣٣
  • [3]– إبراهيم: ٢٤ – ٢٥
  • [4]– من خطاب سماحته في لقائه بجمعٍ من علماء الدين بتاريخ 20-2-1992م
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟