مواضيع

نتائج مهمة تترتب على حركة الأنبياء

وقد ترتبت على حركة الأنبياء الكرام (عليهم السلام) في المسيرة الإنسانية التاريخية النتائج المهمة النوعية

التالية:

  1. خروج الإنسانية من سلطة الغريزة إلى سلطة العقل، ومن منطق القوة إلى منطق القيم والمبادئ ومرجعية النظام والقانون.
  2. خروج المجتمعات الإنسانية من التكوين الحيواني البيولوجي إلى التكوين الفكري والعقلي والروحي.
  3. خروج العلاقات الإنسانية من دائرة المصالح المادية الضيقة إلى فضاء الفكر والمعاني والقيم الروحية والأخلاقية الرحب، التي تشكل قاعدة ثابتة لوحدة الإنسانية وتعاونها وتكاملها والمصالح المشتركة في دورة الحياة الكاملة العرضية في المكان والجغرافيا والطولية في الزمان والجغرافيا، والطريق إلى كمالها اللائق بها والمقدّر لها العلمي والمعرفي والتكنولوجي والتربوي والحضاري.
  4. إخراج دفائن العقول من العلوم والمعارف الحقة، ومساعدة العقل على تأدية دوره ووظيفته في الإرشاد والتوجيه والتحكم والضبط على طريق الاعتدال والوسطية، حيث توجد الكثير من الحقائق والمعارف الحقة البعيدة والعميقة والدقيقة جداً التي يستطيع العقل الإنساني إدراكها، لكنّه قد يغفل عنها بسبب الإنهماك في الأمور المادية والمصالح العاجلة أو بسبب التربية المنحرفة أو قصور التجربة ونحو ذلك، فيأتي الأنبياء الكرام (عليهم السلام) فيبينوها للناس ويرشدوهم إليها، ويحلّوا ما تدور حولها من مشتبهات ومغالطات فيدركها الناس ويعرفوها ويؤمنوا بها ويعملوا بمقتضاها. فالعقل يعجز عن تأدية دوره والقيام بوظيفته في الإرشاد والتوجيه والهداية بالشكل الأمثل وعلى الوجه الأكمل إلا بمساندة الوحي، وبدونه قد يتحول إلى وبال ونقمة على الإنسان والإنسانية حينما ينقاد لقوة الشهوة والغضب، فيتحول إلى أداة للجريمة والفتن في وسائل وأشكال وصور الفساد في ظل غياب الوحي كما تشهد بذلك التجربة التاريخية والمعاصرة. وبهذا ندرك حجم مشاركة الأنبياء الكرام (عليهم السلام) الفعّالة والجوهرية في التقدم العلمي والفكري والروحي والأخلاقي والتشريعي، وترشيد المسيرة التاريخية الحضارية للبشرية وازدهارها، ولولاهم لما وصلت البشرية إلى ما وصلت إليه من التقدم والازدهار والرشد على كافة الأصعدة وفي مختلف الميادين، يقول الإمام علي ابن أبي طالب (ع): «فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَه، ووَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَه؛ لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِه، ويُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِه، ويَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ، ويُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، ويُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ»[1]

  •  نهج البلاغة، الخطبة 10-[1]
المصدر
رسول الرحمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟