مواضيع

ليس كلُّ جهدٍ جهاداً

إنّ للجهاد العملي مفهومًا خاصًّا، فلا يُسمّى إنجاز العمل بأيّ نحوٍ كان جهادًا.

افترضوا أنّ شخصًا كان يقرأ في مرحلة القمع خمسة كتبٍ كلّ أسبوعٍ؛ هذا عملٌ ضخمٌ؛ ولكنّه ليس بالضرورة أن يكون مقاومةً، كان جهدًا، ولكنّه لم يكن جهادًا؛ وإذا أراد أن يكون جهادًا، فعليه أن يقرأ كتابًا يؤثّر في تحرّكه، ويساعد في مواجهته لنظام الطاغوت ونظام القمع؛ عندها يُصبح جهادًا، هذه هي خاصيّة الجهاد‌[1].

ينبغي في مفهوم الجهاد ملاحظة الاستمراريّة والنظر للأمر من جميع الجوانب[2]؛ فالعمل الجهادي ينبغي أن يكون هادفًا، وينبغي أن ينسجم والشعارات، وأن يُنجز بذكاء وعقلانيّة، وأن يكون محطِّمًا للعدو،‌ يعني كما أنّنا نستخدم نفس معنى عبارة النضال والكفاح في المصطلح العادي، فنقول: «أنا أناضل وأكافح؛ ‌وهذا نضال ومواجهة» فهذا هو التعبير المصطلح والمستخدم، كذلك هذا المعنى موجودٌ في الجهاد[3].

وقد ذكرنا في أوّل كتاب الجهاد أنّ معيار الجهاد ليس السيف وميدان القتال؛ بل إنّ معيار الجهاد هو الشيء الذي تنطوي عليه اليوم كلمة «نضال»، يُقال: فلان رجلٌ مناضل، وفلان غير مناضل، كاتبٌ مناضلٌ، وكاتبٌ غير مناضل،‌ عالمٌ مناضل، وعالم غير مناضل، طالبٌ جامعيٌّ مناضل أو حوزويٌّ مناضل، وطالب جامعيٌّ غير مناضل أو حوزويٌّ غير مناضل، مجتمعٌ مناضل، ‌ومجتمعٌ غير مناضل؛ إذاً، الجهاد يعني «النضال»[4].

إنّ الجهاد يعني النضال من أجل هدفٍ سامٍ ومقدّس، وللجهاد ميادين متعدّدة؛ والحضور في ساحات المعارك المسلّحة التي تحدث كلّ يومٍ في العالم هو واحد من تلك الميادين، فهناك نضالٌ في ميدان السياسة أيضًا، وكذا في ميدان العلم، وكذا في ميدان الأخلاق‌[5].


  • [1]– من محاضرةٍ لسماحته في زيارته لمعهد «رويان» العلمي بتاريخ 16-7-2007م
  • [2]– من محاضرته في لقائه مع الفعاليات الاقتصاديّة بتاريخ 17-8-2011م
  • [3]– من محاضرةٍ لسماحته في زيارته لمعهد «رويان» العلمي بتاريخ 16-7-2007م
  • [4]– من مقدّمة درس الخارج بتاريخ 11-9-1994م
  • [5]– من محاضرته في لقائه بالهيئة العلميّة وخبراء الجهاد الجامعي بتاريخ 21-6-2004م
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟