مواضيع

ثقافة حرّية التعبير عن الرأي في مجال إنتاج الفكر

إنّني آسف أسفاً عميقاً! لأنّ البعض لا يعرفون طريقاً ثالثاً بين مستنقع «الصمت والجمود» ودوّامة «الإسفاف والكفر بالمقدّسات»، ويتصوّرون أنّه من أجل تحاشي أحد هذين يجب الوقوع في فخّ الآخر، والحال أنّ الثورة الإسلامية جاءت لتنقد وتصلح ثقافة القمع والجمود والركود، وكذلك ثقافة الحرّية الغربية المنفلتة الأنانية، وتخلق أجواء تتقيّد فيها حرّية التعبير عن الرأي بقيد المنطق والأخلاق والحقوق المعنوية والمادية للآخرين، وليس بأيّة قيود أخرى؛ لتتحوّل إلى ثقافة اجتماعية وحكومية، وتكون الحرية والتعادل والعقلانية والإنصاف هي العملة الرائجة، وتتفعّل وتنبعث بذلك كلّ الأفكار في كلّ الميادين والساحات، ويكون التوالد الثقافي الذي يعتبر على حدّ تعبير أحاديث الرسول الأكرم؟ص؟ وأهل بيته؟عهم؟ حصيلة تضارب الآراء والعقول عادة ثانوية لدى النخبة والمفكّرين، خصوصاً وأنّ الثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية ازدهرت دوماً عند مواجهتها لمعضلات جديدة وتحديات المدارس والحضارات الأخرى، والردّ على الشبهات غير متاح من دون معرفة الشبهات.[1]


[1] من جوابه على رسالة مجموعة من الباحثين في الحوزة العلمية حول كراسي التنظير، بتاريخ ٢٠٠٣/٠٢/٠٥.

المصدر
كتاب النهضة البرمجية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟