ضرورة تأسيس كراسي التحرّر الفكري
شيء آخر من الأشياء التي يجب أن تجري في مضمار الشؤون الاجتماعية والسياسية والعلمية المختلفة هو إفساح المجال للطالب الجامعي لإبداء رأيه، يجب عدم الخوف إطلاقاً من إبداء الرأي، كراسي التحرّر الفكري التي تحدّثنا عنها يجب أن تتأسّس في الجامعات. إذا طرحت البحوث التخصّصية المهمّة في المجالات السياسية وفي الميادين الاجتماعية وفي شتّى الحقول بما في ذلك الحقول الفكرية والدينية في مناخات سليمة بين أصحاب المقدرة والاختصاص، فمن المتيقّن منه أنّ الخسائر التي تحصل نتيجة تسرّب هذه النقاشات إلى البيئات العامة والاجتماعية لن تحصل.
عندما يكون الأمر متعلّقاً بعامّة الأفراد والناس فلن يستطيع الجميع صيانة أنفسهم، ومواجهة عامة الناس تعرّض الأفراد لكثير من الانحرافات والانحطاطات والمزالق، وهذا ما شهدناه ويا للأسف! فالكثير من الأفراد الذين ترونهم يطرحون رأياً لعامّة الناس قد يقولون شيئاً ولا يؤمنون به في أعماق قلوبهم، وبتعبير البعض: إنّ الأجواء تستولي عليهم، هذا شيء سيّئ جداً. إذا طرحت هذه الأمور – القضايا التخصّصية والفكريّة والتحدّيات – في أجواء خاصّة وفي بيئات التحرّر الفكري، فإنّ الخسائر والتبعات ستكون أقل بلا شكّ.[1]
- [1] من كلمته في لقاء أساتذة الجامعات، بتاريخ ٢٠٠٩/٠٨/٣٠.
