طرق اختزال لتعويض البون مع البلدان المتقدّمة
حول السؤال الذي طرحتموه: «هل الفاصلة بيننا وبين البلدان المتقدّمة ممّا يمكن ردمه أم لا؟» الذي أعتقده هو: نعم؛ يمكن ردمه. طبعاً؛ قد لا نستطيع أن نسير في نفس الطريق الذي ساروا فيه لنسد هذا البون، ولكن ثمّة في العالم إلى ما شاء الله من الطرق الاختزالية، لم نتعرّف بدقة على طبيعة الخلقة هذه التي قدرها الله، هناك الآلاف من الطرق، فأحد الطرق هو هذا الذي سارت عليه هذه الحضارة الصناعية الذي يستتبع بعد كلّ خطوة الخطوة التي تعقبها، فلماذا نيأس من أن تنفتح نافذة جديدة، ويحصل اكتشاف جديد في العالم؟ ذات يوم لم يكن التيار الكهربائي مكتشفاً؛ أي أنّه كان موجوداً في العالم لكنّ الإنسان لم يكن يعرفه بعد، وفجأة عرفوه وحصلوا عليه، وعرفوا الطاقة البخارية، وذات يوم لم يكونوا يعرفون النار ثمّ عرفوها، لماذا نقنط من أنّنا نستطيع اكتشاف شيء غير مكتشف في هذا العالم؟! والحال أنّ هناك أشياء غير معروفة تنتقل كلّ يوم إلى حيّز المعرفة والاكتشاف. علينا أن نعمل في هذا المجال، ونصل إلى طريق يساعدنا على التسلح بالتقدّم العلمي السريع، والحلّ فقط في أن يعكف الشباب وخصوصاً الشباب من أهل العلم والدراسة والبحث العلمي، على العمل الدؤوب الشديد.[1]
- [1] من حديثه في لقائه الصميمي مع مجموعة من الشباب بمناسبة أسبوع الشباب، بتاريخ ١٩٩٨/٠٤/٢٧.
