مواضيع

الحفاظ على التوازن الإيجابي في التبادل العلمي

العلاقة بين البلدان في مضمار العلم ينبغي أن تكون علاقة استيراد وتصدير؛ بمعنى أن يكون فيها تعادل وتوازن. كما في باب القضايا الاقتصادية والتجارية، فإذا كان استيراد البلد أكثر من تصديره فسيكون مستواه سلبياً ويُمنى بالغبن، كذلك ينبغي أن يكون الأمر في الميدان العلمي، فاستوردوا العلم، ولا عيب في ذلك. ولكن صدّروا بنفس مقدار ما تستوردون على الأقل، أو أكثر ممّا تستوردون، يتعيّن أن تكون حركتكم باتجاهين، وإلا إذا بقيتم دوماً تقتاتون بفتات علم الآخرين فلن يكون هذا تقدّماً، خذوا العلم واطلبوه وتعلّموه من الآخرين، ولكن أنتجوه أنتم أيضاً وزوّدوا الآخرين به، دقّقوا في ألا يكون مستواكم التجاري هنا سلبياً أيضاً.

إنّني لا أقصد العلوم الطبيعية فقط؛ فأهمية العلوم الإنسانية ليست بأقلّ منها؛ وذلك من قبيل علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة. إنّ نظريات الغرب في علم الاجتماع معتبرة لدى البعض كالقرآن؛ بل هي أكثر اعتباراً وقيمة عندهم من القرآن! فإذا قال عالم الاجتماع الفلاني قولاً ما، فهو ما لا سبيل لمناقشته والإشكال عليه، لماذا؟! فكّروا ونظّروا وانتفعوا بمخزون هذه العلوم في العالم، وأضيفوا له شيئاً واكشفوا نقاط الخلل والخطأ فيه. هذه من الأعمال التي تُعدُّ من اللوازم الحتمية للتقدّم.[1]


  • [1] من كلمته في لقاء الأساتذة والطلبة الجامعيين في محافظة كردستان، بتاريخ ٢٠٠٩/٠٥/١٧.
المصدر
كتاب النهضة البرمجية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟