مواضيع

العلم وسيلة لمقابلة العدو به

علی كل حال يا أعزائي، العامل الذي يمكنه حماية بلدنا حيال كل حالات التوسع والطمع والاحتكار والتعدي والمغامرة وخلق الأزمات هو تمتين البنية الداخلية للنظام، وكذلك التواصل بين أفراد الشعب وطبقاته وبين مسؤولي النظام ومديريه، وبث الأمل بالمستقبل لدی الشباب وردم الثغرات التي تؤدي لتضعيف النظام تدريجياً. وكما ذكرت فإن إنجاز هذه المهام بحاجة لمساع حثيثة وعليكم الاهتمام الجاد بقضايا العلم والبحث العلمي في البيئة الجامعية. يسرني جداً أن يشير أحد الطلبة الجامعيين الأعزاء في كلامه إلی ميزانية البحث العلمي ويقول إنها قليلة ويطرح زيادتها كمطلب من مطالب الطلبة الجامعيين وفي اجتماع الأساتذة طرحوا الأمر ذاته. جيد جداً أن يهتم الشاب بالبحث العلمي والعمل العلمي وتطور العلوم. لا يمكن تطوير البلاد من دون تطوير العلوم. حتی أعداء الإنسانية يستخدمون العلم اليوم. ولا مندوحة أمامنا من استخدام العلم والشرف العلمي الذاتي في سبيل المبادئ العليا والقيم الحقيقية والفضائل الإنسانية ونشرها. يجب حفظ الوحدة والتواصل.و ينبغي التقدم بالمشاريع الأساسية التي بدأناها.

اعلموا أن حسابات قوی الهيمنة العالمية حول الشعب الإيراني لا تنصحهم بالمغامرة واختلاق الأزمات في إيران. يعلمون جيداً أن العملية لا تتم بالصواريخ والقنابل، وما الصواريخ والقنابل إلّا جزء من القضية. حين يكون الشعب صامداً، وحين تكون غالبية المجتمع دون الخامسة والثلاثين – بمعنی وجود شريحة شبابية كبيرة – وحين يكون الشعب ملتزماً بالقيم الدينية، فسيأخذون في حساباتهم أن مجابهة مثل هذا الشعب ومحاربته غير ممكنة. نعم، يمكن إثارة الضجيج واستغلال خوف هذا الشعب إذا أبدی بعض الخوف. يمكن تهديده، ويمكن حث بعض الأشخاص في داخله علی الخيانة. فإذا خاف واستجاب للتهديد والخيانة وإذا استعد للاستسلام عندئذ سينتصر العدو ويدب الأمل في نفسه. لكن حين يكون الشعب واقفاً، شبابه واقفاً، ومسؤولوه واقفين لا يأخذهم الفزع والارتباك حيال التهديد والإرهاب، ولا يفهمون الأمر بصورة مغلوطة، ويثبتون أنهم ملتزمون بعزتهم ومهتمون لعزة بلدهم وشعبهم ومستعدون لحماية بلادهم والدفاع عنها – وهو ما يفهم من المشاركات والتواجد الشعبي العام – سيأخذ العدو هذا بنظر الاعتبار في حساباته وسيعلم أن الانتصار علی هذا البلد ليس بالأمر اليسير.[1]


  • [1]. بيانات سماحته أمام طلبة جامعة الشهيد بهشتي بتاريخ 11-5-2003م
المصدر
كتاب النفوذ في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟