مواضيع

إفادة رضا عبد علي عبد الوهاب

طلقة شوزن.. في الفخذ من بعد متر ونصف

العمر: 31 عاما

الحكم: 5 سنوات

     عندما هاجمت قواتُ الشغب على مبنى رقم ٤ مع شرطة إدارة (سجن جو) ـ بإشراف ومباشرة من ضباط الإدارة ـ كنت متواجدا حينها في عنبر رقم ٣ مع أصدقائي في غرفة رقم ٤ ولم نخرج منها نهائيا، ولا نعلم ما يدور بالخارج.

طلقة شوزن.. في الفخذ

     تفاجأنا بدخول قوات الشغب علينا داخل الغرفة، وكنت حينها جالسا على أحد الأسرة، ودخل عنصر من قوات الشغب وهو يحمل في يده سلاح الشوزن، وصوبه نحونا، فلما وقفت لأكلمه وهو على مسافة لا تتعدى متر ونصف؛ أطلق علي طلقة شوزن اخترقت فخدي اليسرى، وغادر مباشرة الغرفة، وسقطت والدماء تسيل بغزارة مني، وكان الجرح غائرا، وحاول الشباب (السجناء) الذين معي لف فخذي بالقماش، وبقيت على هذه الحال حتى حملني الشباب لاحقا.

     وبعد أكثر من ساعة، همت الشرطة بالاعتداء علي بالضرب، ولما لاحظوا وضعي أخرجوني خارج المبنى، وتم وضع ضمادة مؤقتة على الجرح في العيادة، ثم بعدها تم نقلي إلى الفنس الخارجي مع الآخرين لمدة أربعة أيام على الإسفلت دون علاج أو رعاية، ومع شدة الألم الناتج عن الجرح الغائر المفتوح، فضلا عن تعرضي للضرب والإهانة طوال الوقت.

     وبعد الأيام الأولى، ونقلنا إلى الخيام، تم إرسالي إلى العيادة لتبديل الضمادة، وقد كشفوا عن الجرح، فتبين لي طوله الذي يزيد على ١٥ سم، وبعمق ٤ سم، وقد جاءني عدد من المحققين من الإدارة وسألوا عن سبب الجرح، فكنت أجيبهم بأنه بسبب طلقة شوزن.

    لاحقا، تم نقلي فجأة إلى مبنى رقم ١٠، ولاحظت أنهم كانوا يريدون تلفيق تهمة لي للتغطية على ظروف إصابتي، في محاولة لكي يزعموا بأن إطلاق الشوزن كان دفاعا عن النفس قبال فعل جرمي قمت به، بحسب ادعائهم. وعندما بدأت التحقيقات عن قضايا المبنى؛ كانوا يصرون علي على أني أنا الذي قمت بالاعتداء على رجال الشرطة، إلا أنه رغم كل الضرب الشديد والشتائم اليومية؛ لم أقر بذلك، لأني فعلا بريء من ذلك.

    ونتيجة الإهمال، ازداد جرحي سوءا، والتهب، وظهرت الروائح منه، وزادت الآلام، وصرت عاجزا عن الحراك. وبعدها، اضطروا لإرسالي يوميا إلى العلاج وتضميد الجرح في العيادة، خصوصا بعد مجيء الصليب الأحمر.

    أعاني بشكل شديد من مسألة الحاجة إلى الحمام، خصوصا وأنا مصاب، وأحتاج إلى الذهاب للحمام (الكرسي)، كما إنني أعاني من آلام القولون والمعدة.. ورغم الحاجة المستمرة إلى الحمام، إلا أنهم كانوا يرفضون إخراجنا إلى الحمام سوى مرتين ولمدة دقيقة واحدة فقط، وحين أطيل أكثر من دقيقة فإنهم كانوا ينهالون علي بالضرب والإهانات، مع العلم بأنني ذهبت إلى السجن الإنفرادي بسبب طلبي الحمام ذات مرة.

        على الرغم من أنني أتكيء على العكاز بسبب الإصابة، إلا أنهم يعذبوننا يوميا، وطوال الأشهر الأولى من شهر مارس وحتى شهر يونيو (٢٠١٥م)، حيث كانوا يجبروننا على الوقوف لفترة طويلة، والذي قد يصل لعدة أيام أحيانا، ولا تقطعها سوى وجبات الطعام وفترة الصلاة، ومن غير السماح بالنوم، ما أدى مضاعفات نفسية وجسدية علي.

المصدر
كتاب زفرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟