الجهاد الاقتصادي هو السبيل لمواجهة السياسات الاستكباريّة للأعداء والحصار المفروض
إنّ سياسة البلدان الاستكباريّة تهدف إلى إخضاع الشعب الإيرانيّ وحكومته الإسلاميّة بواسطة عصا الاقتصاد، فالحصار الاقتصاديّ مفروضٌ علينا بذريعةٍ كاذبةٍ هي النشاطات النوويّة، وربّما تتذكّرون أنّ جذور هذا الحصار وأساسه يعود إلى ما قبل وجود أيّ نشاطٍ نوويٍّ في إيران، وهو بالطبع كان حصارًا لا أهميّة له؛ و قد عُرف بحصار «داماتو» ـ وقد طرحه شخصٌ بهذا الاسم في الكونغرس الأمريكي وتمّت متابعته فيما بعد ـ إذ يعود إلى زمانٍ لم تكن فيه المسألة النوويّة مطروحةً بعد ولا وجود لأيّ نشاطٍ نوويٍّ في إيران؛ لأنّ الهدف منه هو شلّ اقتصاد البلد، ويحقّ للشعب الإيرانيّ أن يفتخر بتحمّل هذا الحصار مدّة اثنين وثلاثين عامًا.
وبالتأكيد فإنّ سعة نطاق الحصار قد زادت في السنوات الأخيرة وتعدّدت أنواعه، لكنّه يبقى صغيرًا تافهًا بالمقارنة مع النشاطات البنّاءة في بلادنا؛ حينما فرضوا علينا الحصار قبل ثلاثين عامًا لربّما كان أكثر تأثيرًا من الحصار المفروض علينا اليوم حيث يتوعّدنا الأعداء بتشديده أكثر وأكثر، وهذا يعني أنّنا قد حصَّـنّا أنفسنا قبال هذا الحظر بالتدريج، ويُمكننا مواجهة مختلف أشكاله إمّا عن طريق الالتفاف عليه، وهو أُسلوبٌ جيّدٌ ودقيقٌ يجدر بالحكومة والشعب اتّباعه، وإمّا باستثمار الكفاءات والإمكانيّات الوطنيّة واستغلالها، وهو أُسلوبٌ لا بدّ من اتّباعه كونه أمرًا أساسيّاً وجذريّاً، وبالفعل فقد تمّ اتّباعه.
إذًا، هدف العدوّ هو إخضاع الجمهوريّة الإسلاميّة، أي إخضاع إيران الإسلاميّة، وعندئذٍ إخضاع شعبٍ ساندَ هذا النظام الإسلامي إلى يومنا هذا، ورسّخ دعائمه وحافظ على كيانه؛ لذا علينا إعداد أنفسنا للتصدّي له.
علينا معرفة عدوّنا ومعرفة واقع السلاح الذي يُشهِره في وجوهنا لنتمكّن من تجهيز أنفسنا بسلاحٍ مقاومٍ له؛ وهذا بحاجةٍ إلى جهادٍ اقتصاديٍّ، فما معنى الجهاد؟ بالطبع لا يُعدّ كلّ فعلٍ جهادًا[1].
فالجهاد الاقتصاديّ هو نشاطٌ متواصلٌ وشاملٌ، أمّا الغاية منه فهي تحقيق أهداف الشعب الإيرانيّ من أجل إحباط جهود الأعداء ومساعيهم الدنيئة[2].
