مواضيع

هذه افتراءاتٌ وأكاذيب

أنا أرى هذه المشاهد الحربيّة في الأفلام، وأعتبر بعضها إهانةً للحرب. بطبيعة الحال، فأنا لا أعرف بمن سيلحق كلامي هذا الضرر به وبجهوده، لكن هذه حقيقة. نريد أحياناً إظهار التّضحية بالنّفس في ساحة المعركة، لكنّنا نظهر ذلك بشكلٍ ناقصٍ وخاطئٍ لدرجة أنّنا نشكّك في جميع القيَم؛ وهذه أشياءٌ لم تحدث إطلاقاً خلال الحرب. هذه افتراءاتٌ وأكاذيب منسوبةٌ إلى الحرب.

كنت أشاهد فيلماً على التّلفاز، وكان يظهر جوّاً هادئاً في الحرب، وكان عددٌ قليلٌ من أفراد التّعبئة يتعانقون خلف حقل الألغام، ويقبّلون بعضهم ويبكون. ثمّ أصبح الانطباع أنّهم عالقون في الميدان دون أيّ إطلاق نارٍ أو صوت!

الآن، فلنفترض أنّ هذا صحيحٌ، كانوا يتعانقون ويقبّلون بعضهم ويبكون بهدوء، فألقى هذا التّعبويّ بنفسه في حقل الألغام، وتمزّق إلى أشلاء، ثمّ الشّخص التّالي، ثمّ الآخرون و…. هذا كذبٌ وافتراء. كان شبابنا مبدعين بقدر ما كانوا روحانيّين. كنّا نقوم بعمليات الرّصد والعمليات الهندسية التخريبية لنزع الألغام على فترة تمتد أحيانا لثلاثة أشهر كي نسترجع تلة واحدة، واسترجاع التّلة لم يكن يدوم سوى ليلة واحدة.[1]


  • [1] مقابلة الحاج قاسم مع هيئة الإذاعة والتّلفزيون.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟