مواضيع

بركات مخيمات «هجرة» ومخيمات البناء وفوائدها

إنّ المخيّمات الجهاديّة للطلاب الجامعيّين عملٌ حسنٌ جدًا وهو يمثّل إحدى الشُعَب المساعدة للدولة[1].

ومن بركات مخيّمات «هجرة» وتعبئة البناء تقديم الخدمة للناس؛ إذ يستفيد الملايين من خدماتكم مباشرةً، فهم يستفيدون من الناحية الماديّة وما يتعلّق بالشؤون اليوميّة للحياة، وكذلك من الناحية المعنويّة ومن حيث الهداية؛ فحتّى لو لم تُقيموا هناك دروسًا في القرآن فإنّ مجرّد حضور الشاب المؤمن المتديّن والمتشرِّع في بيئةٍ ريفيّةٍ بين الشباب والناس سيجعله مظهرًا متجسدًا للآيات القرآنيّة، وسوف يحضّ الناس ويدعوهم إلى الدين والثورة والمعنويّة، -وكما ورد في الرواية-: «كُونوا دعاةَ النّاسِ بغيرِ ألسنَتِكُم»[2]. ادعوا الناس إلى الإيمان والإسلام والدين بأعمالكم، فهذا هو تقديم الخدمات، الخدمات الماديّة والمعنويّة.

والأهم من هذا هو الخدمات التي تقدّمونها لأنفسكم حيث تفجّرون مواهبكم الداخليّة، وتُفعّلون الإمكانيّات الكامنة في بواطنكم، وتكتسبون التجارب، وتتعرّفون حياة الناس، وتحطّمون أسوار الطبقيّة، وتلمسون واقع الحياة، وتشعرون داخل أنفسكم بالبهجة والشغف لتقديم الخدمة، وتُحيون هذه المشاعر داخل أنفسكم؛ فإنّ الذي يتذوّق لذّة الخدمة والعمل لن يتعب من العمل، وكما قيل في تقارير الإخوة الأعزاء (وقد قرأت هذا سابقًا في تقارير أخرى): إنّ الشابّ الذي يكتشف هذه اللذّة في نفسه لن يتعب من تقديم الخدمة. هذه هي الفائدة الثانية وهي كبيرة جداً.

الفائدة الثالثة: هي أنّكم ستكونون سفراء العمل والجدّ، فحينما تحضرون في بيئةٍ معيّنةٍ، في الصحراء مثلًا وفي الجبال وفي المناطق البعيدة وبين الناس الفقراء المحرومين وتعملون هنا، فسوف يستلهم الشاب هناك دروسًا ممّا تقومون به، وستصبحون سفراء للجدّ والعمل والخدمة والجهاد،‌ <مَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا>[3]، إنّكم تحيون القلوب، وهذه فائدةٌ كبيرةٌ، وثمّة العديد من الفوائد الأخرى في هذا العمل، فحافظوا على هذا التيار العظيم[4].

حينما يكون هناك شخصٌ ضمن المخيّمات الجهاديّة، ويذهب إلى المناطق المحرومة ويشاهد الوقائع بعينه، فمن الطبيعيّ أن ينبعث فيه هذا التفكّر بشأن متابعة الاقتصاد المتمحور حول العدالة، وهذا الأمر يُمثّل درسًا وعبرةً بالنسبة لنا جميعًا، ويجب أن يحصل الارتباط بين جميع شرائح المجتمع حتّى نلمس قضاياهم فمثل هذا يُؤثّر في قراراتنا وفي نظرتنا إلى قضايا البلاد المختلفة[5].


  • [1]– من كلمة سماحته في لقائه بالآلاف من أعضاء التعبئة للطلاب الجامعيّين للجامعات المختلفة في الجمهوريّة بتاريخ 21-5-2007م
  • [2]– بحار الأنوار، محمّد باقر المجلسي: ج67، ص309
  • [3]– المائدة: ٣٢
  • [4]– من خطاب سماحته في لقائه مع المجاهدين في تعبئة البناء بتاريخ 22-9-2010م
  • [5]– من خطاب سماحته في لقائه بطلاب الجامعات بتاريخ 6-8-2012م
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي | الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟