مواضيع

لا جهاد من دون وحدة المجتمع والأمّة

إذا أردتم أن تجاهدوا،‌ فأنتم تحتاجون إلى الوحدة، ومرادنا من الوحدة،‌ الانسجام والتناغم وأن تكونوا صوتًا واحدًا، وذلك كي لا يقف الإخوة بعد الآن ضدّ بعضهم بعضاً، وكي لا توجّه البندقيّة إلى صدر الصديق بدلًا من العدوّ،‌ وإذا حصل هذا التناغم ـ إن شاء الله ـ فإنّ‌ الله سوف يساعدكم، «من كان لله كان الله له»[1]، إنّ هذا الكلام صادرٌ عن الصادق المصدّق، ولا يمكن لنا أن نشكّ فيه أبدًا. علينا أن نكون لله لكي يكون الله لنا،‌ قال تعالى: <وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا>[2]،‌ وهذا الكلام واضحٌ وجليٌّ، وهناك كثير من الأمور التي كنّا نذكرها دائمًا، الآن علينا‌ أن نجرّبها وأن ننزلها إلى الواقع العملي، فلم يعد القول يكفي.

على أيّ حال، نحن ندعو ونأمل من الله أن يؤيدكم، واعملوا أنّه من دون الجهاد لا يمكن أن يتراجع أيّ عدوٍ من الساحة،‌ والجهاد لا يمكن أن يحصل إلّا بالاتحاد والوحدة والتناغم، والجهاد عبارة عن الجهاد العسكري والجهاد السياسي والجهاد الثقافي، وهذه الثلاثة كلّها من الجهاد، فلا تغفلوا عن أيّ واحدةٍ منها.

لا ينبغي أبدًا للأشخاص الذين في الجبهة والمنغمسين بالجهاد العسكري أن يقلّلوا من قيمة العمل السياسي والعلاقات الدوليّة، عندها ستكونون قد خدعتم أنفسكم، عليكم أن تعرفوا هذا الأمر، إذا قلّلتم من شأن هذا الأمر، وتغافلتم عنه، كونوا على يقين أنّكم ستتضرّرون،‌ كما أنّ النشاط السياسي لوحده وبلا مساندة عسكريّة، لا يمكن أن يصل إلى أيّ نتيجة، فلو لم يكن هناك عملٌ عسكري، لما أمكن لأفضل الجهود السياسيّة أن تنتج أيّ نتيجة، فينبغي أن يكون العمل العسكري داعمًا له؛ طبعًا داعمًا لأهل الحقّ فقط، أمّا أهل الباطل وأهل التواطؤ، فلا يحتاجون أصلًا إلى العمل الجهادي، فهم يذهبون ويتواطؤون ويحلّون مشكلاتهم، أمّا أهل الحقّ فليسوا كذلك؛ ولذا من دون العمل الجهادي، ومن دون العمل السياسي والتحرّك، لا فائدة أبدًا، على العمل السياسي أن يكون داعمًا للجهاد العسكري، وكلا هذين العملين لا فائدة فيهما من دون العمل الثقافي، فالعمل الثقافي يجعل الناس تبقى معكم[3].


  • [1]– تفسير منهج الصادقين، للملا فتح الله الكاشانيّ: ج6، ص 45
  • [2]– العنكبوت: ٦٩
  • [3]– من كلمة سماحته في لقائه بأعضاء حزب الوحدة الإسلاميّة الأفغاني بتاريخ 11-4-2017م
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟