مواضيع

التأمّل في أفكار اللاعبين السياسيّين

تنبغي معرفة العداوات، هذه هي مشكلتنا، ولهذا السبب فأنا العبد أكرّر بمسألة البصيرة للخواصّ، أحياناً يُغفل عن العداوات الموجّهة للأسس والركائز، وتُحمل على القضايا الجزئيّة، وقد كانت لدينا نفس هذه المشكلة للأسف في بداية الثورة الدستوريّة[1]. في تلك الفترة أيضاً كان ثمة علماء كبار – ولا أريد ذكر الأسماء فهم مشاهير والكلّ يعرفونهم – لم يروا المؤامرة التي ينسجها المتأثّرون سلبياً بالغرب ما يسمى بالمثقّفين المهزومين أمام الأفكار الغربيّة.

وقد خطّطوا ولم يلتفتوا إلى أنّ الكلام الذي يتحدّث به هؤلاء في مجلس الشورى الوطنيّ يوم ذاك أو كتبوه في صحفهم إنّما هو محاربة للإسلام، لم يتفطّنوا لهذا الشيء وانتهجوا منهج المماشاة، وكانت النتيجة أن أُعدم شنقاً ذلك الشخص الذي علم بذلك الوضع وأدركه – كالمرحوم الشيخ فضل الله نوري – أمام أعينهم ولم يبدوا أي تحسّس أو ردّة فعل أو ردود فعل تجاه ذلك، ثمّ إنّ نفس أولئك الذين لم يبدوا أيّة ردّة فعل أو ما يلزم من الاهتمام اللازم لما أصاب الشيخ فضل الله، تعرّضوا للعدوان والتطاول والهتك وتلقّوا الصفعات، فبعضهم مات و خسر حياته وبعضهم أريق ماء وجهه فخسر كرامته، كان ذلك خطأ وقع يوم ذاك وعلينا اليوم أن لا نقع فيه.[2]


  • [1]– أو المشروطة، في خمسينات القرن الماضي
  • [2]– 25-2-2010م
المصدر
كتاب التحليل السياسي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟