مواضيع

حيثما عملنا بنحوٍ جهادي انتصرنا

حينما تصل هذه الأمّة إلى أهدافها، وحينما تزال المشاكل والعقبات من طريقها،‌ حينها سيتّضح كم أنّ الإيمان والجهاد عند المسؤولين هو أمرٌ قيّمٌ جدًا، إنّ هذا الجهاد جهادٌ عمليٌّ، وهو جهاد تحقيق العدالة، وهو جهادٌ إداريٌّ وجهادٌ اقتصاديٌّ.

حينما يضع مديرو البلد ومسؤولوه ومن ورائهم الشعب… حينما يضعون هذه الشعارات أمام أنظارهم، فإنّ حركة البلد سوف تتسارع جدًا نحو أهدافه وأمانيه، وسوف يحالفه التوفيق[1].

إنّنا في كلّ مكانٍ وفي أي مجالٍ اتّكلنا فيه على الله، واعتمدنا على طاقة الناس، وكنّا مستعدّين للتحرّك بنحوٍ جهاديٍّ، كان النصر حليفنا، لاحظوا كيف أنّنا منذ بداية الثورة وحتّى الآن، كلّما أخذنا الناس إلى ساحة العمل وبدأنا باسم الله وكانت حركتنا حركةً جهاديّةً، فإنّنا ننتصر في ذلك المجال ونحقّق أهدافنا؛ لقد حصل هذا الأمر حتّى في أصل الثورة نفسها، فقد نهض الناس ونزلوا إلى الشوارع والساحات، وكانت فئات الشعب المتعدّدة في وسط الميدان، وكانت الحركة حركة جهاديّة، كذلك الأمر في سنوات الدفاع الثمانية ـ والحرب طوال ثماني سنوات ليست مزحة؛ لقد فرضوا حربًا على هذا البلد مدّة ثمانية أعوام ـ فتصدّى الناس ونزلوا إلى ساحات العمل، لقد أدرك الإمام الخميني سرّ القضيّة، وعرف ماذا يجب أن يفعل، لقد ألهمه الله وهداه لهذا، لقد أنزل الناس إلى وسط الميدان وتحرّك باسم الله؛ وقد انتصرنا أيضًا حتّى في حرب السنوات الثماني؛ وفي كلّ موطنٍ آخر حضر الشعب فيه وكان اسم الله حاضرًا في قلوب الجماهير وعلى ألسنتها، وكان العمل عملاً جهاديًّا، كان النصر حليفنا، وهذه حقيقة أيضًا[2].

كلّما دخلنا بروحيّةٍ جهاديّةٍ في أيّ مجالٍ من المجالات المختلفة (الصناعيّة، والفنّية، والعلميّة، أو البحثيّة)، فإنّنا نتقدّم، وإنّ كلّ ما أنجزناه من أعمالٍ عظيمةٍ منذ الأيّام الأولى للثورة، إنّما كان‌ ببركة الاعتماد على النفس والطموح والعمل الجهادي‌[3].

إنّ الحظر يزول عن أيّ موضع نكتسب فيه القدرات اللازمة، وهم على حقّ فيما يقولون؛ لأنّ الحظر يُفرض على الأشياء والمواقع التي تكون فيها أيديكم مغلولة، وكلّما استطعتم أن تبرزوا تحركًا وتقدّمًا في أيّ مجالٍ من المجالات، فإنّ الطرف المقابل يشعر أن الحظر عمليّة عبثيّة وحمقاء لا طائل منها؛ والمثال الواضح على ذلك هو هذا اليورانيوم المخصّب بنسبة عشرين بالمئة الذي كنّا بحاجةٍ ماسّةٍ إليه من أجل محطّة طهران للطاقة والأبحاث، فقد كان مخزون البلاد قد بدأ بالنفاد، وبذلك سوف تتعطّل محطّة الطاقة هذه، وتغيب بذلك الأدوية الإشعاعيّة التي يحتاج الناس إليها والتي كانت تُنتج هناك، فحاول المسؤولون أن يحصلوا على اليورانيوم المخصّب بنسبة عشرين بالمئة، فحصلت سلسلة من الألاعيب والتمثيليّات التي قامت بها القوى العالميّة ـ وعلى رأسهم أميركا وبعض القوى الأخرى ـ كلّ ذلك من أجل اليورانيوم المخصّب بنسبة عشرين بالمئة،‌ وهي قصة طريفة وطويلة وجديرة بالسماع لمعرفة ما الذي فعلوه! نحن كنّا على استعداد لشراء هذه المادّة، لكنّهم تشبّثوا بأنواع الحيل والألاعيب ليخلقوا العراقيل، إلى أن وصلت الجمهوريّة الإسلاميّة أخيرًا إلى نتيجة مفادها أنّه من الواجب على الجمهوريّة أن تنتج بنفسها اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمئة، لكنّهم لم يكونوا ليصدقوا بأن هذا الأمر سيحدث، ولم يكونوا ليصدقوا حتّى لو تمّ إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة عشرين بالمئة، أن نستطيع بعد ذلك إنتاج الوقود منه، أي إنتاج قضبان الوقود وصفحات الوقود من هذا اليورانيوم.

إنّ هذا الأمر قد تمّ من خلال شباب الجمهوريّة الإسلاميّة،‌ شبابٌ أمثالكم، فالعلماء الشباب بذكائهم وإبداعاتهم وبالإدارة الجيدة استطاعوا أن يقوموا بهذا العمل، وبعد أن أدرك العالم كلّه الآن أن الجمهوريّة الإسلاميّة حصلت على هذه التقنيّة وأنتجت هذا المحصول وتستطيع الإفادة من هذا المنتج، إذا بهم يتحرّكون، ويقول هذا الطرف تعالوا واشتروا منّا، ويقول ذاك الطرف تعالوا واشتروا منّا، صاروا يقولون لنا: إنّنا على استعداد لبيعكم هذه المادّة، ولكن لا تنتجوها بأنفسكم،‌ هكذا هو العالم.

إنّ ضغوط العالم وألاعيبه والتمثيليّات السيّئة للقوى العالميّة المختلفة الكبرى منها والصغرى ضدّ نظام الجمهوريّة الإسلاميّة وضدّ أيّ نظامٍ مستقلٍ يتبع ضعف ذلك النظام أو قوّته؛ فحيثما كنتم ضعفاء ازدادت غرابة أطوارهم وألاعيبهم، وحيثما كنتم أقوياء وتتمتّعون بالقوّة وتقفون على أرجلكم وتعتمدون على أنفسكم يضطّرون إلى أن يتعاملوا معكم بأدبٍ أكثر ومنطقٍ أكثر؛ هذا هو مفتاح حلّ كلّ مشكلات البلاد؛ يجب أن تثور طاقات البلاد من الداخل، ويجب أن تؤمنّوا أنفسكم داخليًّا وذاتيًّا على المستوى الاقتصادي ولأجل مستقبلكم؛ والشعب الإيراني شعبٌ موهوبٌ وقادرٌ، وطاقاتنا الإنسانيّة لا نهاية لها، كما أن ذخائرنا الطبيعيّة أيضًا كثيرةٌ جدًّا لحسن الحظّ[4].


  • [1]– من خطاب سماحته في الحرم الرضوي المطهّر بتاريخ 21-3-2015م
  • [2]– من خطاب سماحته في لقائه بأعضاء مجلس خبراء القيادة بتاريخ 6-3-2014م
  • [3]– من خطاب سماحته في لقائه بالمزارعين بتاريخ 4-1-2004م
  • [4]– من كلمة سماحته في لقائه بجمع من المنتسبين لمجموعة (مپنا) الصناعيّة بتاريخ 30-4-2014م
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟