ماذا يريد منا الشهداء؟ وماذا نريد نحن؟
من كلمة لمحمد فخراوي، ابن أخ الشهيد، أمام مقر الأمم المتحدة، بتاريخ 14 ديسمبر 2011م
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني .. أخواتي .. نقول للعالم أجمع بأنّ الثورة هنا هي كسائر الثورات، فهي ثورة ضد الظلم والطغيان والفساد، وهو صراعٌ بين الحق والباطل، ولكي ينتصر الحق كان لابدّ أن تروى بدماء الشهداء الطاهرة، وهنا ما يمتاز به الشهداء وهو حضورهم في الوقت والمكان المناسبين ليشهدوا بدمائهم الطاهرة على مظلوميّة وأحقيّة هذا الشعب ويكشفوا هذا النظام الفاسد.
ماذا تعلمنا من الشهداء؟
الشهداء علّمونا بأنّه يجب علينا أن نكون مستعدين للتضحية، حتى ببذل دمائنا من أجل تحقيق مطالبنا المشروعة ..
الشهداء علمونا بأنّه يجب علينا أن نكون مستعدين لنفتح صدورنا أمام الرصاص، كالشهيد عبدالرضا بو حميد ..
الشهداء علمونا بأن نكون مستعدين بأن تقطّع أجسادنا من أجل الدفاع عن الحرائر كالشهيد علي المؤمن ..
الشهداء علمونا بأن نكون مستعدين للتعذيب، كالشهيد عبدالكريم فخراوي ..
الشهداء علمونا بأن نكون مستعدين لبذل أرواحنا في سبيل الله، لينصرنا الله كما وعدنا في كتابه الكريم ( إن تنصروا الله ينصركم )([1])
سوف أتحدث عن الشهيد عبدالكريم بشكل سريع، لأنّه يجب عليّ أن أتحدث عن جميع الشهداء، ولكن شاءت الصدفة بأنّ المبنى الأزرق الذي أمامنا هو مبنى السفارة العراقية([2]) التي هي من آثار الشهيد فخراوي.
مع انطلاقة ثورة الرابع عشر من فبراير قلت للشهيد : ” عمّي سنتضرّر اقتصادياً كثيراً “، لكنّه أجابني بالحرف الواحد : ” نتحمل من أجل هذا الشعب “.
أحبائي .. ماذا يريد منّا الشهداء؟
- الوحدة والإتّحاد، فيجب أن نكون متحدين، وأن يثمّن كلٌّ منّا الآخر، وأن نفسح المجال لكلٍّ يعمل على شاكلته، فإذا أردنا أن ننتصر يجب أن نكون موحدين ونؤمن بتكامل الأدوار.
- عدم ترك الميادين والساحات حتى تحقيق كافة مطالبنا المشروعة.
ماذا نريد نحن؟
نحن لا نريد سوى القصاص والعدالة، والقصاص في وقتنا الحاضر لا يحتاج إلى لجان تحقيق، بل يحتاج فقط إلى الإرادة لتحقيق العدل والإنصاف، فتشكيل لجان التحقيق هو لتغيير الحقيقة وليست للحقيقة .. فالحقيقة واضحة، وأقول باسم عائلة الشهيد فخراوي بأنّ التعويض لا يعني الأموال أبداً، وكنوز الدنيا بكلّ ما فيها لا تأتي ثمن تراب رجل عمّي الشهيد، والتعويض بالنسبة إلينا هو حصول هذا الشعب على مطالبه بدون استثناء.
ختاماً أقول للعالم وإلى كلّ من يهمّه الأمر ..
المشكلة في البحرين تنقسم إلى قسمين : حقوقيّة و سياسيّة، فالإفراج عن المعتقلين وما شابه ذلك هي مواضيع أساسيّة، ولكن لكي لا ننتهك ولكي نشعر بالأمان الحقيقي فعلاً فالحل الوحيد هو اختيار الشعب للنظام الذي يريده، بصفته هو صاحب القرار والشأن.