مواضيع

إفادة كميل حسين المنامي

سيل من الإهانات على العقيدة

الحكم: مؤبد

    في تاريخ العاشر من مارس ٢٠١٥م، كنت وقت وقوع الأحداث في سجن جو؛ عند “كونتر” الشرطة بمبنى رقم ١، بصفتي مسؤول العنبر، ولم يكن اسمي موجودا في قائمة الأسماء الذين سيتم نقلهم من المبنى، كما أنني لم أشارك في أي عمل يمكن وصفه بالمخالف، وكنت عند الشرطة في المبنى حين دخول قوات الشغب، وبقيت هناك بعد اقتحام المبنى وتقييد السجناء، وكنت على وضعيتي في “الكونتر”، لأتفاجأ بعدها بضم اسمي إلى القائمة، واقتادوني مساءا إلى مبنى ١٠ بدون أي سبب، وذلك بعد تقييدي من الخلف.

     منذ وصولي إلى مبنى ١٠ وعلى مدى يومين؛ لم يتم تقديم أية وجبات لنا، وكنا نفترش الأرض بدون فرش أو ملابس بديلة، مع منعنا من النوم، وتعريضنا للإهانات.

      في تاريخ ١١ مارس ٢٠١٥م، أخرجونا من غرفنا بعد الظهر في “الفنس” الخارجي، وتم الاعتداء علينا من قبل قوات الشغب وشرطة المبنى، وبحضور ضباط الإدارة، وعلى رأسهم الرائد حسن جاسم، والملازم أول عبد الله عيسى. وكان التعدي علينا أولا بحلق رؤوسنا ولحانا بالإجبار، وإرغامنا على الزّحف وتبليننا بالماء، مع تعريضنا للضرب بـ”الأهواز” والهراوات، وضربنا عبر الرّكل والرّطم في الجدار، إضافة إلى الإهانات اللفظية، وتشبيهنا بالحيوانات. وبقينا على هذه الحال إلى الساعة ١١ مساءا.

    خلال الفترة بين مارس ويونيو؛ تم حرماننا من الذهاب إلى الحمام، ما عدا مرتين ولمدة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة فقط، ما تسبب لنا بمشاكل في المسالك البولية، وآلام في الكلى والقولون، وكنا نعاقب إذا زادت مدة مكوثنا داخل الحمام بتبليننا بالماء وضربنا بـ”الهوز”، وأحيانا بإجبارنا على الزحف.

    في الفترة نفسها، كنا نعاقب يوميا بالوقوف الطويل ولمدة تصل أحيانا إلى أيام، مع حرماننا من النوم. وتتبادل المناوبات هذا الإجراء بشكل مستمر والذي سبب لنا آلاما نفسية وتشنجات وآلاما في الظهر والمفاصل.

     في الثاني من مايو ٢٠١٥م، المصادف ليوم السبت، تم إخراجي من غرفتي في مناوبة رئيس العرفاء خالد (أردني الجنسية) أنا ومن معي في الغرفة، وتم توقيفنا في “الفنس” الخارجي، وضربنا بشكل مبرح، ثم أدخلوا زملائي، وبقيت أنا طيلة الليل واقفا بدون نوم، مع الضرب بين وقت وآخر، والسبب اتهامي بإتلاف أدوات في الغرفة! إلى أن أصبت بتشنج في الأطراف، ولم أستطع في اليوم التالي الوقوف أو تحريك أصابعي، ولم تتم العناية بي، بل جاءت المناوبة الصباحية في الثاث من مايو ٢٠١٥م، وقام الوكيل تيسير (أردني الجنسية) بالاعتداء علي بالضرب المبرح، ولمدة تزيد على الساعة، حتى سقطت أرضا من شدة الضرب، ولم يقدم لي العلاج حتى اليوم التالي.

     وقد منعونا من الاتصال بأهالينا، وكذلك من الزيارة العائلية خلال العشرين يوما الأولى. وحتى بعد فتح الاتصال؛ لم أتمكن من الذهاب لإجراء الاتصال، وذلك بسبب مسؤول الاتصال الذي كان يهددني بالضرب في حال مجيئي للاتصال، وكذلك الحال مع الشرطي صالح الجهرمي (يمني الجنسية).

    وكانت قوات الشغب تأتي يوميا خلال شهر مارس، وفي مناوبة الوكيل محمد زكريا (أردني الجنسية) كانوا يعتدون علينا بالضرب بالهراوات، والإجبار على الزحف، مع سيل من الإهانات والتعدي على العقيدة.

المصدر
كتاب زفرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟