مواضيع

إفادة علي أحمد حبيب عاشور

حفلات التعذيب  

العمر: 24 عاما

الحكم: 15 سنة

    في صباح العاشر من مارس ٢٠١٥، كنت في العيادة مع نزيل مغمى عليه، وعدت من العيادة وذهبت إلى الإدارة لنقل المريض هناك بحسب طلب الإدارة، لأنه لا يستطيع المشي.

    وبعد ذلك، رجعنا إلى “الكونتر” في حدود الساعة الثانية عشر ظهرا، وبعدها حدثت ضجة بعد حادثة الاعتداء علي حسين عبدالنبي، وطلب المبنى مقابلة الضابط، وجاء الوكيل محمد الخلافي (أبو سلمان).

    وقد طلبنا من الشرطي فتح الأبواب وإدخالنا إلى المبنى، لكنه رفض، فبقينا في “الكونتر” حتى المساء، وجاء ضابط أكثر من مرة، وطلبنا منه الدخول، إلا أنه رفضوا.

     في المساء، وعند الساعة السابعة مساء، جاءت قوات الشغب وأطلقت مسيل الدموع والقنابل الصوتية، واقتحموا المبنى وغرفة “الكونتر”، وتم ضربنا وشتمنا أمام الكاميرات، والتسجيل موجود على ذلك. وبعدها جاء الشرطي محمد علي ولديه قائمة من ١٩ شخصا من مبنى رقم واحد، لنقلهم إلى مبنى رقم ١٠.

     عند الساعة التاسعة مساء تم نقلنا إلى مبنى رقم ١٠، وفي الاستقبال تم نزع ملابسنا بنية التفتيش، لكنهم ضربونا ضربا مبرحا، وتعرضنا للإهانة عبر البصق علينا وشتمنا، ثم وزعونا على الغرف.

     قضينا ٣ ليال بدون مراتب للنوم عليها، أو لحاف، ولم يسمح لنا بالصلاة والاستحمام، كما منعوا عنا الأكل والنوم.

حفلة تعذيب

      في تاريخ ١١ مارس ٢٠١٥م؛ بدأت “حفلة” التعذيب لجميع نزلاء مبنى رقم ١٠، حيث تعمدوا حلاقتهم عند درجة “صفر”، ونزعوا ملابسهم، وأجبروا على الوقوف على قدم واحدة لمدة طويلة، كما تعرضوا للضرب في أسفل الجسم، مع الإجبار على الزحف على الأرض، والزحف نحو الحمام وبعد الخروج منه، مع أجبروا النزلاء على الوقوف لجهة الجدار لمدة طويلة، وفي ظل سيل من الصراخ والضرب بالهراوات، وتعمدوا سكب الماء على الجسم. واستمر ذلك حتى الساعة ١١ مساء.

     أما المنع من الطعام والاستحمام والنوم فاستمر لمدة ٣ أيام، ثم استمر منع الاستحمام بعدها لمدة ١١ يوما، ولكن لم نكن نستطيع الصلاة لكون ملابسنا عليها نجاسة الدماء التي سالت منا بسبب الزحف نحو الحمام.

     وحين سمحوا لنا بالاستحمام، تعمدوا إعطاءنا صابون ملابس، وبودرة مخلوطة بالقهوة والعصير وصابون “لوكس” أو مبيض ملابس. واستمر ذلك لمدة شهرين.

     خلال ٣ أشهر؛ مورست علينا مختلف وسائل التعذيب الجسدي والنفسي، وعلى سبيل المثال؛ تم إيقافنا لمدة ١٠ ساعات متواصلة، ومنعونا من النوم عبر إحداث الإزعاج المتعمد طيلة أسبوع أو ٤ أيام. وكذلك التعذيب بالشتم والتلفظ على النزيل أو أهله ومذهبه، إضافة إلى التعذيب الجسدي بالضرب بالهراوات و”المكانس”، وبالركل، وكذلك باستعمال “الهوز” والأسلاك الكهربائية. كما أجبرونا على القيام بحركات رياضية أو بلهوانية بقصد الاستهزاء والسخرية من النزلاء، وأجبرونا أيضا على تقليد صوت الحيوانات وحركتهم، وفرضوا سكب النفايات على النزلاء أو الإنبطاح في الحمام.

     واختصر بعض أشكال التعذيب التي تعرضت لها في النقاط التالية:

ـ المنع من الاتصال بالأهل لمدة ١٥ يوما، والمنع من الزيارة لمدة شهرين.

ـ الإجبار على الخروج في منتصف الليل للجري والقيام بتمارين رياضية، وذلك على سبيل التعذيب بعدم السماح بالنوم.

ـ الإيهام بنقلي إلى العيادة، ولكنهم كانوا يأخذوني ناحية الثلاجة وتعريضي للضرب والتعذيب.

ـ عدم توزيع الوجبات أو رميها في القمامة، على سبيل التعذيب بالتجويع.

ـ سرقة ومصادرة الملابس والأغراض بعد شرائها من الكانتين.

ـ الحرمان من معجون الأسنان والفرشاة و”الشامبو”، وكل أنواع النظافة الشخصية، ولمدة شهرين.

المصدر
كتاب زفرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟