مواضيع

إفادة صادق حسن كاظم العاقل

 سقوط الشباب مغشيا عليهم

العمر: 25 عاما

الحكم: 15 سنة

    في تاريخ الثاني والعشرين من مارس ٢٠١٥م، وصلنا إلى سجن جو، وتم إرسالنا إلى كبينة التفتيش قرب إدارة السجن، وهناك تم ضربنا بواسطة أسلاك معدنية، وإهانتنا من قبل الشرطة وأفراد القوات الخاصة، وعرفت من بينهم الشرطي مروان (يمني)، وهو من أقلنا إلى الكبينة وبعدها إلى مبنى رقم ٣، وبه قوات خاصة، حيث تعرضنا مرة أخرى للضرب بالهراوات والأسلاك والأهواز، وبعدها تم أخذنا إلى الخيمة المخصصة للطواريء، والتي تفتقر إلى كل الحاجات الضرورية، ابتداءا من التكييف وانتهاءا بالحمامات، ومكثنا فيها مدة أسبوع، وتعرّضنا خلاله للإهانات والضرب والوقوف الإجباري لمدة طويلة، مع حرماننا من الاستحمام والنوم.

الزحف إيابا وذهابا

    وفي تاريخ الثلاثين من مارس ٢٠١٥م، تم نقلي وزميلي جعفر إلى مبنى رقم ١٠ عند الساعة العاشرة صباحا، حيث كان باستقبالنا من الشرطة بلال وتيسير (أردنيا الجنسية)، ومحمد سليمان ومحمد محسن (باكستانيا الجنسية)، وهم من أخذونا بعيدا عن الكاميرات الأمنية باتجاه دورة المياه لضربنا وإهانتنا وإهانة معتقدنا، وتبليلنا بالماء البارد، ثم إعادتنا إلى “الفنس” وتكبيلنا بالقيد من الخلف، وأمرونا بالزحف ذهابا وإيابا من وإلى “الفنس”، وفي كل عودة كنا نتعرض للصفع على الوجه.

     وفي مناوبة آخر الليل أخرجنا الوكيل محمد حسني وسامر الجبوري من غرفتنا، واستدعوا القوات الخاصة وأعطوهم الأوامر لضربنا وهم يقولون أن لديهم  “حفلة” علينا الليلة.

     استمرت الحال السيئة هذه على مدى ٣ أشهر، وكانت مليئة بالضرب والمنع من الصلاة والإجبار على الوقوف لمدة طويلة، وعدم السماح بالنوم الكافي، وعدم الاستحمام، علما بأنه لا يسمح لنا بالذهاب إلى الحمام إلا كل ٦ ساعات، وفي بعض الأيام يتم السماح لنا لمرة واحدة ولمدة دقيقة واحدة، وفي حال التأخر داخل الحمام كانوا يفتحون علينا الحمام، وفي بعض الأيام كانوا يجبروننا على تقليد الحيوانات، مثل الدجاج والكلاب بناءا على أوامر الضباط، ووضعنا في براميل القمامة والبصق علينا.

    وفي تاريخ الأول من مايو ٢٠١٥م، أمرني الشرطي خالد (أردني) بتدليكه، وبعدها ضربني ومعه أفراد المناوبة، وهم: علي (أردني)، قايد (يمني)، جمعة (سوري)، وعبد القوي (يمني).

    وفي تاريخ ٢٥ يوليو وفي مناوبة بلال (أردني)، ومحمد سليمان (باكستاني) تم وضعنا بأمر من الملازم أول محمد عبد الحميد في باص ١٦ راكبا، وتم إغلاق النوافذ علينا، وكان الجو حارا، وتم إغلاق المكيف، وكنا مكبلين بالقيد من الخلف. وفي ظل حرارة الشمس، ومع نقص الأكسجين.. سقط اثنان من الشباب (السجناء) مغشيا عليهم لمدة ساعة ونصف.

     وقد تعمدوا تعريضنا للموت حيث حركوا الباص مقابلا للشمس، وكان الشرطي سلمان (يمني الجنسية) يضحك علينا، وقال لصاحبه الذي أبدى القلق علينا: “أنت لست برجل، لأنك تخاف عليهم”.

    وبعدها تم أخذنا إلى التحقيق داخل الإدارة من قبل محمد سليمان (باكستاني)، وبوجود الضابط محمد عبدالحميد. وتعرضت للضرب والإهانة من قبلهم بدون أي ذنب، وقد أجبروني على التوقيع على إفادة دون أي جرم صدر مني. 

المصدر
كتاب زفرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟