علي الحاكم وليس الإمام
هنا نقطة جوهرية وهي أن أمير المؤمنين قام في القوم كحاكم منتخب من الناس وليس كخليفة منصوب من الله تعالى، وإمام مفترض الطاعة كعلي من المفترض أن يكون في موقع الخلافة الشرعي قبل خمسة وعشرين عامًا بعد رحيل رسول الله لكن هذا لم يحصل، اجتماع الناس على أمير المؤمنين ليس لأنه الإمام المفترض الطاعة، وإنما بحثًا عن المخلص الذي وجدوه في شخصية علي، بعد تجاربه المريرة السابقة تكمن أهمية هذا النقطة أن وبال الحاكم والمحكومين تختلف في هذه الحالة وطريقة التعاطي بينهما كذلك، لذلك نجد أن أمير المؤمنين كان يدعو الناس لأن يقوّموه إذا أخطأ، ويمارسوا النقد ضده فالإمام معصوم ولا يخطئ ولا يحتاج إلى من يقوّمه، وانتقاده خروج عن الطاعة ومعصية، وإنما هو مفترض الطاعة وليس للناس الاستجابة من عدمها لأوامره، وقد استفاد أمير المؤمنين من هذه الفرصة لتشييد دعائم الدين الإسلامي وبيان وظائف الحاكم والمحكومين كما سنبينها في العنوان التالي.
تعليق واحد