مواضيع

الإجابة على أسئلة أصحاب الديانات

من أخلاق رسول الله (ص) أنه كان يكتب رسائل يدعو فيها أصحاب الصلح والديانات من المناطق المختلفة لدخول الإسلام، وبما أن النبي (ص) كان مذكورًا في الكتب السماوية، بل حتى الأسئلة التي من المفترض أن يجيب عليها النبي ليثبت صدق ادعاء نبوته فيسلم له الناس كانت موجودة لدى علماء أصحاب الديانات، لذلك كانوا يشكّلون وفودًا للقاء النبي ليعرضوا عليه أسئلتهم فإن أجاب آمنوا به وإلا فلا، عدد من هذه الوفود وصلت المدينة بعد رحيل النبي فكانوا يسألون عن خليفة النبي الذي هو الآخر مواصفته مذكورة عند أصحاب الديانات السماوية، وبحسب كتبهم، أسئلتهم لا يستطيع أن يجيب عليها إلا نبي أو وصي، وعند سؤالهم عن خليفة النبي كانوا يعرضون على الخليفة الأول فيبادرون بطرح أسئلتهم التي كان الخليفة يعجز عن الرد عليها، فيشكّل ذلك فضيحة فضلًا عن افتقاد الإسلام لمصداقيته، فكان أمير المؤمنين يتدخل ويجيب على أسئلتهم وبالإضافة إلى تطبيق مواصفاته الشخصية مع التي ذكرت في كتبهم فكان يتيقنون أنه وصي رسول الله وخليفته فيعلنون إسلامهم، ومنهم من يستمر مع جحوده وإنكاره.

وينقل التاريخ أن الثاني كان يتدخل ويقول للوفود أن الإجابة علي على أسئلتكم هي بمثابة رد الخليفة الأول عليها، فكانت جهود أمير المؤمنين تسرق وتوظف لشخص آخر كان في الموقع المسلوب من علي (ع)، وهو حقه الشرعي وكل ذلك أمام مسمع ومرأى من علي، ولكنه كان يسكت من أجل الإسلام وهو الذي تدخّل من الأساس من أجل مصلحة الإسلام وهذا الموقف الذي تكرر أكثر من مرة يبيّن بوضوح أن أمير المؤمنين لم يمارس السكوت، وعندما يتعلق الأمر بمصلحة الإسلام تجد أمير المؤمنين من أول الحاضرين، وعندما يتعلق الأمر بحقه الشخصي وعند تعارضه مع مصلحة الإسلام يختار السكوت، أي لا يُقدم على أي فعل مع بيان حقه.

الخلاصة: إقدام علي وامتناعه مرهون عند الله تعالى، وهذا هو معنى السكوت عند أمير المؤمنين الأبلغ من كل ما قاله.

المصدر
كتاب مرج البحرين يلتقيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟