مواضيع

صورة الزهراء الثورية والسياسية

ندرس السيرة ونقرأ تفاصيلها لنختصر المسافات للاستفادة من تجارب الذين سبقونا لنتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، فضلًا عن أن السيرة للموعظة والعبرة التي يحتاجها الإنسان في حياته، لذلك القرآن الكريم نفسه يتحدث عن سيرة الأمم السابقة، يدعونا رب العالمين للتأمل فيها وأخذ العبر منها لاجتناب مصير الأمم التي أصابها الهلاك والسير على نهج المصلحين منهم، وتزداد أهمية السيرة عند الحديث عن سيرة المعصومين لسببين:

الأول: لأن سيرة المعصوم حجة علينا وهي منهج حياة.

الثاني: لهذه السيرة خصوصية مستمدة من خصوصية صاحبها الإنسان الكامل واسم الله الأعظم الإمام المعصوم، فهي سيرة متكاملة لأنها لإنسان كامل.

وتزداد هذه الخصوصية عند التطرق للسيدة الزهراء حيث جاءت في الرواية عن الإمام العسكري (ع) : «نحن حجج الله على الخلائق، وجدتنا فاطمة حجة الله علينا»[1]، الحديث يدور عن الحجة على الحجج وهذا يعني أن المعصومين كانوا يستلهمون من مسيرة أمهم فاطمة، وللأسف تعاملنا مع سيرة الزهراء هو كتعاملنا مع سيرة سائر المعصومين، إذ دائمًا نظهر في صورة الإنسان الضعيف المغلوب على أمره والحال ليس كذلك، فللمعصومين جميعهم مواقف ثورية تفوق في ثوريتها ثورية أي إنسان ثوري في هذا الكون، وكما لهم مواقف سياسية هي مجموعها نهج متكامل لأي سياسي مهما اختلفت الظروف في الأزمنة وهنا نذكر البعض وليس كل المواقف الثورية والسياسية في سيرة الزهراء (ع) على طريقة السيرة التحليلية مع مراعاة المراحل المختلفة من عمرها المبارك الشريف لنجد أنفسنا أمام مدرسة ثورية سياسية متكاملة بامتياز، صاحبتها ليست فقط تلك المظلومة المقهورة وإنما شخصية إلهية وشخصية ربانية لا يعرفها إلا الله ورسوله وأمير المؤمنين، وقد تكون أهم عبارة جامعة ومانعة في زماننا هذا هو حديث الإمام الخميني (رضوت) العظيم في حق أمه فاطمة حيث يقول: «الزهراء ليست امرأة عادية، هي من عالم الملكوت بل إنها من عالم الجبروت أوجدها الله على هيئة امرأة».


  • [1] أطيب البيان، جزء 13، صفحة 236
المصدر
كتاب مرج البحرين يلتقيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟