الغفلة عن الله توجب زوال الجهاد
في عهد الطاغوت، كنّا نسمع أحيانًا من داخل بعض زنزانات السجون القاسية والموحشة لنظام الشاه، والتي كان يسجن فيها سجناء مختلفون، ومن جملتهم السجناء الإسلاميّون الذين يحملون أفكارًا إسلاميّة، وكذلك من بعض الذين كانت لهم ميولٌ حزبيّة وأفكارٌ مختلفة؛ والتي يطلق عليها (إسلاميّة) على أي حال ـ ولعلّي سمعتُ بعض الأحاديث مباشرةً، كما أنّ الآخرين كانوا إذا سمعوا شيئًا أيضًا كانوا ينقلونه لنا ـ سمعتُ أنَّ بعضهم كان يقول: إنَّكم كثيرًا ما تُردّدون: «حيّ على الصلاة»؟ قولوا: «حيّ على الجهاد».
إنَّ جوّ النضال، كان يُحدث هذا التفكير وهذه الرؤية إلى المسائل، كالقول: لماذا تتشبّثون بترديد مسألة الصلاة ودائمًا تقولون: «حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة» حسنًا، قولوا: «حيّ على الجهاد»، وادعوا الناس إلى ذلك.
إلاّ أنَّ التجربة التاريخيّة أثبتت أنّه إذا ابتلي شخصٌ بعدم الاهتمام بالصلاة أو إذا ابتلي جهاد الناس بذلك، فسيؤدي إلى تعطيل الجهاد، فضلاً على إخراج النضال عن عنوان الجهاد، وتحويلها إلى نضال يهدف إلى الوصول إلى السلطة واتّباع هوى النفس.
إنَّ الأمر الذي يصبغ نضال الإنسان وصراع الأمّة بصبغة الجهاد ومعانيه، هو التوجّه لله تعالى، وقوام هذا التوجّه بالصلاة؛ ولهذا فإنَّ أوّل الأوامر التي توجّهت للنبي(ص) هو وجوب الصلاة، وأوّل تبليغٍ عيّنه الله تعالى للرسول(ص) هو: <وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ>[1]، كما أنّ الوصف الذي بيَّنه الله تعالى في الدرجة الأولى للمجتمع الموحّد هو: <الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ>[2]، هذه هي أهمية الصلاة[3].
تعليق واحد