مواضيع

  الاهتمام ببناء النفس المعنوي


<وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ>[1].

حينما يعمي الطغيان أعين الناس وحينما تعمي أهواء النفس – وهي الطاغوت الحقيقي والأسوأ من فرعون في داخلنا – أعيننا، وحينما تعمي أعيننا نزعات طلب الجاه والحسد وحب الدنيا وعبادة الأهواء والغرق في الشهوات فلن نستطيع حتى مشاهدة الواقعيات والحقائق، رأيتم كيف لم يستطع بعض الناس مشاهدة الواقع الحقيقي القائم أمام أعينهم ولم يتمكّنوا من تشخيصه، في فتنة عام 2009م المعقّدة المخطّط لها كانت هناك حقائق أمام أعين الناس، ولم يسمحوا لبعضهم بمشاهدة هذه الحقائق وفهمها، فلم يروها ولم يفهموها.

حينما يظهر في بلد ما مثيرو فتن، وهم من أجل نزعات الجاه والسلطة والوصول للأهداف المتراكمة والمزدحمة في أنفسهم على شكل آمال، مستعدّون لأن يتنكّروا لمصلحة البلد وأحقيّة الدرب ويضربوا بها عرض الجدار، يقومون بأعمال تثير الشوق والرغبة لدى الساسة الغربيّين وأعداء الشعب الإيراني اللدودين ويبثّون الأمل في نفوسهم فيبادرون لدعمهم، هذه حقيقة واضحة، وهي ليست بالشيء الذي لا يراه الإنسان حينما يكون هنالك نور، لكن بعضهم لم يرها وبعضهم لا يرى ولا يدرك وبعضهم بسبب ظلمة القلب قد يدرك لكنّه غير مستعد لترتيب أثر على هذا الإدراك والفهم، هذه كلّها من أعراض هوى النفس وهي كلّها من نتائج أوامر ونواهي فرعون الذات، إنّه فيل الهوى والنزوات الثمل، ولقد أعطى الشرعُ المقدس الإنسان المؤمن مطرقة التقوى والورع ليقرع به رأس هذا الفيل الثمل ويروّضه، فإذا استطعنا ترويضه في داخلنا فسيصبح العالم نيّراً وسنرى كل شيء، وسوف تتفتح أعيننا، ولكن حينما يكون هناك هوى النفس فسوف لن ترى العيون.[2]


  • [1]  البقرة: 257
  • [2] 25-11-2010م
المصدر
كتاب التحليل السياسي في فكر الإمام الخامنئي كتاب التحليل السياسي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟