مواضيع

كان علي حاجبي هو الحماسة الروحية لفرقة ثار الله

أنا لا أستطيع أن أذكر كرمان دون التفكير في سيستان وبلوشستان وهرمزگان؛ لأن فرقة ثار الله التي كانت رمز البطولة في المنطقة الشرقية من بلادنا تضم تشكيلات من شباب ورجال هذه المحافظات الثلاث الشجعان. نحن نفتخر بأنّ الشهيد علي حاجبي[1] هو من كان يمثّل الحماسة الروحية لفرقة ثار الله هو من محافظة هرمزگان. فخورون بأنّه ينتمي إلينا. ذلك الجمال الفريد الذي لم يكن له مثيل في النقاء.[2]


خطط حاجبي لمشكلة الاتصالات في الجيش

كان أحد مخاوف مسؤولي الجيش عندما يتمركزون في منطقة ما هو التواصل وعدم استخدام الاتصالات اللاسلكية واستبدالها بالأجهزة السلكية. لهذا الغرض تمّ استخدام الهواتف الميدانية المعروفة باسم الضفدع، ومن أجل إقامة اتصال بين المقر، كان من الضروري ربط كل هذه الخنادق والمعاقل.

لهذا الغرض، ظهرت العديد من المشاكل بسبب ربط هذه الأسلاك، ومن ناحية أخرى، كانت هناك حاجة لقوات كبيرة مطلوبة لسحب هذه البكرات من الأسلاك على الأرض والخسائر التي لحقت اتصالات الجيش. وبعد فترة وجيزة وبسبب القصف أحيانًا والانفجارات الناشئة عن قذائف الهاون، كانت هذه الأسلاك تنقطع لأنها كانت على الأرض.

دفعت هذه المشكلة علي حاجبي إلى التفكير في حل، ثم توصل أخيرًا إلى استنتاج مفاده أنّه يجب عليه جعل هذا العمل آليًا. في نفس منطقة العمليات وباستخدام قطع خردة الجرافة وآلة التحميل، صمّم نظامًا يتم تثبيته على الجرار يقوم بتدوير بكرات الأسلاك من جهة ويضع السلك حتى خمسين سنتيمتراً في قلب الأرض وفي نفس الوقت يغطيه بالتراب، وفي وقت قصير، أًصبح بإمكان شخصٍ واحدٍ وجرّار أن يسحب السلك بين الأقسام.

هذه المواهب والقدرات في علي حاجبي دفعت الحاج قاسم إلى تكليفه بمسؤولية إنشاء وحدة بحرية وقيادة هذه الوحدة في نفس الوقت. في هذا الوقت وقبل عملية «والفجر 8»، أطلق علي واحدة من أفضل وأنجح الوحدات البحرية لأبناء ثار الله. وبسبب هذا النجاح في تنفيذ المهمة الموكلة إليه ومن ناحية أخرى استشهاد اللواء محمد نصر اللهي (نائب رئيس طاقم الجيش آنذاك)، فقد عُهد إلى علي أيضًا بمنصب نائب رئيس لواء ثار الله 41. يقول رفاق الحاج علي أنّه كان يأتي دائماً إلى المهمات بالملابس الترابية. لكن الجميع رأوا الحاج علي مرتين بالزي الأخضر لحرس الثورة الاسلامية: في ليلة حفل زفافه والأخرى خلال عمليات «كربلاء 1» في منطقة مهران التي انتهت باستشهاده.

  • [1] التحق علي حاجي بجبهات الحرب بين الحق والباطل عام 1980. بعد استشهاد الدكتور جمران وتشكيل كتائب وألوية من حرس الثورة الإسلامية والبسيج (قوات التعبئة)، التحق علي بتنظيم ثار الله كقوة مدرعة. وبعد فترة وجيزة، تم تعيينه مسؤولاً لاتصالات الجيش.
  • [2] كلمات الحاج قاسم سليماني في مؤتمر الدفاع المقدس، شهداء كرمان.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟