مواضيع

الأهميّة الخاصّة للتبليغ في النضال الإسلامي

إنّ الإيضاح والبيان في العمل الإسلامي وفي كلّ الأحوال مهمٌّ جدّاً (أي: بيان الواقع ونقله والقيام بالتبليغ)، وينبغي عدم التفريط به خلافًا لما ذهب إليه الفكر الماركسيّ الذي شاع في السابق، لم يكن الماركسيّون يُؤمنون بالتبيين والإيضاح، بل كانوا يقولون: إن النضال سُنّةٌ ستتحقق شئتم أم أبيتم، ذكرتم ذلك أم لم تذكروه، فالديالكتيكيّة التي فسّروها، فسروها بحيث لا يقتضي فيها النضال إلى إيضاح وتبيين.

في عام 1349 ش -الموافق لـ 1390هـ و 1970م-، التقاني شابٌ مشهديٌّ كنتُ أعرفه، وكان ينتمي لإحدى الجماعات الشيوعيّة التي تشكلت حديثًا يومذاك ـ كجماعة الغابة وغيرها ـ التقاني في أحد الأماكن، وشرح لي كيف أنّهم يريدون القيام بالأعمال الفلانيّة، فقلت له: هذا غير ممكنٍ في مثل هذه الأرضيّة الاجتماعيّة؛ تحدّثوا مع الناس قليلًا واشرحوا لهم وبيّنوا وأفهموهم ما الذي تريدون القيام به. فقال بمنتهى اللاأباليّة: هذا هو الأسلوب الإسلامي!

نعم، هذا هو الأسلوب الإسلامي، إنّه أسلوب التبيين، وهذا الشرح والتبيين هو الذي جعل الثورة الإسلاميّة تتغلّب على كثيرٍ من الخلفيّات التاريخيّة وحالات التربية المغلوطة، طبعًا لم نستطع التغلّب على بعضها لغاية الآن، وتلك لها دوافع أخرى ـ كهذه النـزعة الاستهلاكيّة والإسراف وما شاكل ـ هذه من موروثاتنا عن الماضي وما زلنا نحتفظ بها للأسف.

علينا -نحن الشعب الإيراني- أن نخلع هذا الرداء النشاز القبيح عن أجسادنا، إنّنا استهلاكيّون جدّاً. وهذه مشكلة يجب حلّها، وعلى الجميع أن يتعاضدوا ويعالجوا هذه القضيّة، وطبعًا للإذاعة والتلفزيون دورها في هذا المجال بلا شكّ[2].

المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي | الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟