مواضيع

الثورة الإسلامية طريقٌ لبطلان النفوذ

جاءت الثورة الإسلامية وشطبت على كل هذا. منذ نحو ثلاثين عاماً والجمهورية الإسلامية صامدة بموقفها التاريخي المميز هذا حيال المهيمنين الذين يرون العالم كله ملكاً لهم. النظام الأمريكي كان يحكم في هذه المنطقة وكان الشرق الأوسط بساطاً تحت أقدام المستكبرين والساسة الأمريكيين، وإيران التي تعد جوهرة الشرق الأوسط والمركز الجغرافي للمنطقة كانت تحت نفوذهم، فجاءت الثورة وقلبت كل هذه الأوضاع. وقف نظام الجمهورية الإسلامية بشجاعة في صميم هذه المعركة وانقلبت المعادلة.

انظروا اليوم وسترون الشرق الأوسط معرضاً لإخفاقات أمريكا وهزائمها. فعلوا طوال هذه الأعوام كل ما استطاعوه للحيلولة دون تنامي النظام الإسلامي واقتداره. من الخطأ الظن أنهم استطاعوا توجيه ضربة ولم يفعلوا ذلك. فعلوا كل ما استطاعوه. وكل ما لم يفعلوه لم يفعلوه لعجزهم. وقفت الجمهورية الإسلامية بقوة وبدعم من هذا الشعب الرشيد الكبير بوجه حربهم المفروضة، وهجماتهم اللصوصية، وحصارهم الاقتصادي، وحربهم النفسية، ودعاياتهم وصخبهم وضجيجهم وألاعيبهم الصبيانية ضد الجمهورية الإسلامية. ولم يكن وقوف الجمهورية الإسلامية بمعنى أنها استطاعت الحفاظ على نفسها وعدم الانهيار وحسب، بل بمعنى أنها تمكنت من مضاعفة قدراتها يوماً بعد يوم.[1]

في أيامنا كان لنا جارٌ متجاوزٌ طماعٌ مجنون بطلب القدرة، وبتشجيع من أصحاب القدرة المخالفين للإسلام كانوا يريدون أن يتسلطوا على إيراننا العزيزة، هجموا علينا، لكن الشعب دافع عن بلده دفاعاً تضحوياً.

بعد سنين عديدة، ولأول مرة استطاع شعبنا الخروج رافعاً رأسه، منتصراً في حربٍ شنّها الأجانب علينا، مئتا سنة كان الشعب الإيراني ينهزم حينما يدخل في حربٍ مع المتجاوزين، ولكن لأول مرة ببركة الإسلام والثورة الإسلامية استطاعت القوات المسلحة والشعب أن يفتخر بما فعله، استطاعوا تركيع العدو بالرغم من عدم اكتفاء الطرف المقابل بقواتهم المحلية بل كان جميع الاستكباريين يقفون وراءهم ويدعمونهم، انتصر شعبنا والقوات المسلحة على هؤلاء الأعداء وذلك من خلال عملهم وسعيهم.[2]


[1]. بيانات سماحته في بداية العام الهجري الشمسي في الحرم الرضوي بتاريخ 20-3-2008م

[2]. بيانات سماحته في مراسم الوحدات العسكرية لمحافظة كرمان بتاريخ 5-5-2005م

المصدر
كتاب النفوذ في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟