العدو لا ييأس من النفوذ
واليوم أشعر ــ والحمد للّه ــ أنّ العدو يائس تماماً من محاولة بث روح التفرقة بين القوميات الإيرانية والتي تنطوي جميعاً تحت لواء الأخوّة الإسلامية، ولكنّ الشيطان لن يكفّ عن وساوسه، ولذا ينبغي الحذر منه؛ فليس هناك مأمن من هذه الوساوس، حتى <عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ>[1] معرّضين لوساوس الشيطان، بل وحتى الأنبياء العظام(عهم)؛ غير أنّه عاجز من النفوذ إلى نفوسهم. إنّها طبيعة الشيطان فهو لا يقول لنفسه ما دام هذا العبد مؤمناً مخلصاً فإنّني لن أوسوس له، كلا الشيطان يراود الجميع، ولكنه يتلقّى الصفعات من المخلصين: <إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ>[2].
إنّ الشيطان الأكبر وشياطين الاستكبار والسياسة هم كأولئك؛ إنّهم يتلقّون الصفعات ولكنّهم لا يكفّون عن محاولاتهم، فلا تتوهموا أنّ أمريكا قد أوقفت محاولاتها الخبيثة بعد كل هذه الصفعات التي تلقّتها من شعبنا، إنّ أمريكا وأذنابها أي الحكومات الرجعية يحاولون من خلال تلفيق المذاهب ومن خلال شيطنتهم، بذر روح الاختلاف والتناحر بين الأخوة.
ومع الأسف فإنّنا نشهد اليوم الألسن والأقلام وعلى مستوى الدول الإسلامية تنشط بالأموال ودولارات النفط التي هي من ممتلكات المسلمين في الاتجاه المضاد للإسلام، إنّها تبذر روح التفرقة بين المسلمين، وتحاول إخراج طائفة كبيرة عن دائرة الإسلام، فكان أكبر همّ بعض المذاهب التي صنعها الاستعمار أن يلغي قطاعاً كبيراً من المسلمين ويخرجهم عن دائرة الإسلام الحقيقي، ومن العجيب أن يتم ذلك كلّه باسم الإسلام.
إنّ أدوات أمريكا ومنفذي سياستها في المنطقة من وعاظ السلاطين الذين باعوا ضمائرهم وأقلامهم ودينهم للأجنبي، يقومون بدور قذر وخلف ستار من النفاق في حياكة المؤامرات واغتيال روح الأخوّة بين الشعوب الإسلامية.
لقد تصاعدت هذه الموجة منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران وارتفاع راية الإسلام عالياً، ولقد شهدنا المؤامرات تلو المؤامرات داخل البلاد وخاصة في المناطق التي يقطنها إخواننا من أهل السنة جنباً إلى جنب مع إخوانهم من الشيعة، ومن المؤسف أنّ كل ذلك كان ينفّذ باسم الدين، فيما راح القوميون ومدعو الدفاع عن الشعب الكردي يقومون بذات الدور، ولكن بطريقة أخرى.
والحمد للّه إذ أنعم علينا بنعمة الإيمان والوعي، وردّ كيد الأعداء إلى نحورهم، وإنّ الشعب إذا وعى زمانه وما يجري حوله تحصّن ضد الفتن؛ لأنّ «العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس»[3].
[1]. الصافات: 40
[2]. الأعراف: 201
[3]. الكافي، جزء 1، صفحة 26
تعليق واحد