سرّ اجتياز حدود العلم
نريد أن يعثر علماؤنا ومفكّرونا على الطرق الاختزالية، ونروم اكتشاف الطرق غير المكتشفة من بين ما لا نهاية له من الطرق الموجودة في عالم الطبيعة التي يعمل البشر على اكتشافها الواحد تلو الآخر، نريد اكتشاف الطرق غير المكتشفة. أن نستطيع صناعة الجهاز التقني الفلاني، ولنفترض أنّه جهاز الطرد المركزي (السانترفيوج) لإنتاج الطاقة النووية، وهو شيء صنعه الآخرون قبلنا بسنوات واستخدموه، فهذا طبعاً عمل كبير، وقد استطعنا صناعته من دون مساعدة الآخرين؛ بل استطعنا إنتاج الأجيال الجديدة من أجهزة الطرد المركزية، هذا ممّا لا شكّ فيه، بيدَ أنّ هذه العملية ليست ابتكارية؛ بل هي عملية أنجزت من قبل، وطريق سار فيه الآخرون. وما أقوله هو أن نركّز هممنا في المجالات العلمية والتقنية على الأعمال التي لم تخطر ببال بشر ونتابعها، وبهذا سنكون قد حطّمنا الخطوط الأمامية للعلم وسرنا خطوة إلى الأمام، وعندئذٍ نستطيع الادّعاء بأنّنا مبدعون، وهذا شيء ممكن. طبعاً؛ قطع خطوات جديدة يستدعي السير في طرق سار فيها الآخرون وقطعوها؛ هذا ممّا لا شكّ فيه، ولكن ينبغي عدم حرمان الذهن من السعي والحراك والبحث للعثور على طرق اختزالية، هذا شيء نحتاجه في البلاد.[1]
- [1] من كلمته في لقاء الأساتذة وأعضاء الهيئات العلمية في الجامعات، بتاريخ ٢٠٠٦/١٠/٠٥.
