مواضيع

الكنايات في تعابير الإمام الحسن(ع) حول أسباب الصلح

يسألون الإمام الحسن لماذا صالحت؟ -كان البعض يعترضون على الصلح؟- كان الإمام يُجيبهم بشكلٍ عام، لأنّ مثل هذه المسألة لا يمكن الإجابة عليها بشكلٍ واضح، ماذا سيقول الإمام؟ يقول لقد صالحت من أجل تأسيس حزب سياسي ومحاربة معاوية بشكلٍ خفي. هذا الأمر يشبه وضع لافتة على باب مقر مكتوب عليها الحزب الفلاني السري! لا ينبغي للإمام أن يُخبر الجميع بتشكيل حزب سري. قال الإمام -مشيراً إلى سبب الصلح- «سبب صلحي مع معاوية هو لنفس سبب صلح جدي رسول الله لبني ضمرة»؛[1] نفس السبب الذي جعل الرسول يعقد الصلح مع كفار قريش وكفار مكة في العام السادس للهجرة -نفس كلمة الصلح- ويتصالح معهم، ذلك السبب جعلني أعقد الصلح نفسه مع معاوية، ماذا فعل النبي في الحديبية؟ لقد قال الله عن صلح الحديبية في القرآن: <إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا>[2]. لقد عقد النبي اتفاقاً مع كفّار قريش، اتّفاقاً جعل المسلمين المتواجدين في ذلك الاجتماع يتضايقون منه إلى حدّ اعتراضهم على النبي بصراحة، لقد شكّ البعض في دينهم بسبب اعتراضهم[3]. لقد عقد النبي اتفاقاً مع هؤلاء؛ أحد الأمور التي تم الاتفاق عليها ضمن العقد هي أنه إذا جاء أحد من كفار قريش إلى النبي، يُعيده النبي إلى الكفار لكن إذا وقع أحد المسلمين في أسر الكفار يحقّ لهم أن لا يعيدوه إليهم. اعترضوا على النبي؛ ماذا يجب أن يقول النبي جوابًا على هذه الاعتراضات؟ يجب أن يُقنعهم بشكلٍ ما، قال لهم بأنّ هذا أمر [إلهيّ]. ويُسجّل التاريخ أنّ عدد المسلمين الّذين أسلموا بين هذين العامين -وقع صلح الحديبية في السنة السادسة[4] للهجرة وكان فتح مكة في السنة الثامنة[5] للهجرة- كان ضعف عدد المسلمين الذين أسلموا من يوم المبعث إلى ذلك اليوم.[6] في غضون عامين، هذا كله بسبب بركة الصلح، فقد كان له منفعة كبيرة. وخلاصة الكلام حول هذا الصلح هو أنّ الله يقول عنه: <إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا>. يذكر في التفاسير أنّ الفتح المبين هو صلح الحديبية[7]، ويقول الإمام الحسن إنّ سبب صلحي مع معاوية هو هذا.


  • [1] بحار الأنوار، ج44، ص2.
  • [2] الفتح، 1.
  • [3] صحيح البخاري، ج4، ص70؛ شرح الأخبار، ج2، ص52-53؛ بحار الأنوار، ج30، ص562-563.
  • [4]الاستيعاب، ج1، ص43؛ إعلام الورى، ج3، ص203-205؛ بحار الأنوار، ج89،ص67.
  • [5] تاريخ خليفة، ص41؛ مروج الذهب، ج2، ص290؛ بحار الأنوار، ج20، ص298.
  • [6] أمتاع الأسماع، ج1، ص292.
  • [7] جامع البيان، ج26، ص89-90؛ جامع البيان، ج9، ص181-182؛ بحار الأنوار، ج20، ص345.
المصدر
كتاب صلح الإمام الحسن (ع) | الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟