معنى الجهاد الاقتصادي
لحسن الحظّ فإنّ شعبنا يعلم معنى ثقافة الجهاد، فنحن لسنا غرباء عن الجهاد، لقد أبلت أمّتنا بلاءً حسنًا في ميادين الجهاد سواءٌ العسكريّ منها في مرحلة سنوات الدفاع المقدّس الثماني، أم الجهاد السياسي طوال هذه المدّة، إضافة إلى الجهاد الاقتصادي والعِلمي، إنّ شعبنا يعرف معنى الجهاد.
أمّا الجهاد الذي ينبغي أن تقوموا به اليوم ـ أي: الجهاد الاقتصادي ـ فهو من أنواع الجهاد الذي لا يزيد صعوبةً عمّا قام به شعب إيران إلى يومنا هذا؛ لكن يجب علينا أن نعرف ما الذي علينا فعله.
إنّ الجهاد الاقتصادي ليس مجرّد جهدٍ اقتصاديٍّ، فللجهاد أحيانًا معنى خاصّ؛ فليس كلّ جهدٍ يمكن أن يُقال عنه أنّه جهاد؛ ففي الجهاد يُفترض أن يكون هناك حضورٌ ومواجهةٌ مع العدوّ، عندما يقوم الإنسان بجهدٍ ولا يكون في مقابل العدو، فهذا الجهد لا يسمّى جهادًا. لكن إذا أردتم ذات يومٍ أن تقوموا بجهدٍ معيّنٍ وكان هناك عدوّ يُواجهكم وجهًا لوجهٍ فهذا ما يُسمّى جهادًا.
ومن الممكن أحيانًا أن يصبح هذا الجهاد على شكل قتال مسلّح، كما يمكن أن يصبح أحيانًا أخرى على شكل جهادٍ ماليٍّ وأحيانًا على شكل جهادٍ علميٍّ وقد يكون جهادًا تقنيّاً؛ وجميع هذه الأمور تُسمّى جهادًا؛ فهي من أنواع الجهاد والمواجهة وأقسامهما.
لو أردنا أن نجد اليوم في أدبيّاتنا مرادفًا للجهاد فيمكننا أن نعبّر عنه بالنضال، فالجهاد الاقتصادي يعني النضال الاقتصادي[1].
إنّ هؤلاء الرجال المؤمنين ـ الذين رأينا بعضهم اليوم ـ والكثير منكم يعملون في هذه المجموعة وأنتم منهم، فاعلموا أنّ أعمالكم هذه هي جهادٌ، فهذا العمل الذي يتمّ في هذه المنطقة الصناعيّة والاقتصاديّة الهائلة هو جهادٌ؛ فحينما تكون النيّة لله يصبح جهادًا في سبيل الله، وحينما يَجهدُ الإنسان من أجل إعلاء كلمة الحقّ وكلمة الإسلام وإضفاء العزّة على الأمّة الإسلاميّة والشعب المؤمن والمسلم في إيران يصبح جهاده هذا جهادًا في سبيل الله، وحينئذٍ يكون في هذا الجهد بركات الجهاد في سبيل الله وعظمته وشأنه.
أريد أن أطلب منكم ـ في ضمن شكري ـ للعاملين والمتخصّصين والناشطين في هذا الميدان أن تعتبروا عملكم جهادًا في سبيل الله؛ فلا تشعروا بالتعب، واعلموا أنّ في الجهاد في سبيل الله وعدًا إلهيًّا بالنصر؛ فعندما تتحرّكون لله وفي سبيل الله ستصلون إلى النصر[2].
