مواضيع

إنني أشعر بالخضوع أمام النساء الإيرانيات المجاهدات

بالنسبة إلى مسألة المرأة في نظام الجمهوريّة الإسلاميّة وفي بلدنا ومجتمعنا، أذكر أوّلًا، أنّني غالبًا عندما ألتقي، في هذه المناسبة، مع سيّداتٍ مسلماتٍ ونساءٍ مؤمناتٍ ومتعلّماتٍ، فإنّني أشكر الله من أعماق قلبي، حقًّا إنّها إحدى أكبر افتخارات النظام الإسلاميّ، وذلك أنّنا نملك في ظلّ النظام الإسلاميّ كلّ هذه النساء الحكيمات والمتعلّمات وذوات الفكر النيّر والمستوى العالي فكريًّا وعمليًّا في مجتمعنا، إنّها نعمةٌ كبرى ومصدر افتخار.

اليوم، تحدّثت فقط هذه السيّدة المحترمة، ولكن كان لدينا لقاءاتٌ وجلساتٌ متعدّدةٌ، تحدّثت فيها سيّداتٌ كُثُر، وحين ألقت كلٌّ منهنّ كلمتها، كانت تفتح من خلالها كوّةً للفكر الإنسانيّ عبر نظرةٍ متجدّدةٍ، وفكرٍ متجدّدٍ.

إنّ تربية كلّ هؤلاء النّاس ذوي المستويات العالية والشخصيّات البارزة ذات الفكر الراقي، هي إحدى أكبر افتخارات النظام الإسلاميّ، واليوم، حين ننظر فنرى أنّ أسماء نسائنا تزيّن أغلفة الكتب المتنوّعة: الكتب العلميّة والبحثيّة والتاريخيّة والأدبيّة والسياسيّة والفنيّة، ونُلاحظ أنّ أفضل الكتابات والآثار المكتوبة للنظام الإسلاميّ اليوم ـ سواء المقالات أم الكتب ـ هي من تأليف سيّداتنا، فهذا مصدر افتخارٍ حقًّا.

إنّ هذا الأمر لا نظير له في كلّ تاريخنا، فلقد شهدنا عهودًا ومراحل مختلفة، وكنّا على اطّلاعٍ على الجوّ الثقافيّ للبلاد، ولم يسبق أن كان لدينا كلّ هذه الشخصيّات من النساء البارزات في المجالات المتنوّعة، سواء في المسائل الحوزويّة أم في المسائل الجامعيّة.

وإلى جانب ذلك، البروز والظهور الناصع للهويّة والشخصيّة المستقلّة للمرأة الإيرانيّة، في ميادين الجهاد، ومنها ما ظهر في الدفاع المقدّس وما تلاه حتّى أيّامنا هذه، كلّ زوجات الشهداء، زوجات الجرحى، أمّهات الشهداء، البقيّة الرائدة للذّين ضحّوا بأنفسهم في سبيل الله، ممّن تحلّوا بالإرادة المتينة والعزم الراسخ والصبر، فجعلوا كلّ إنسانٍ يخشع، فيخضع أمام تضحياتهم.

في الحقيقة، إنّ هذا العبد كلّما التقيتُ هؤلاء النساء، فإنّني أشعر بالخضوع في محضرهنّ. إنّني أتواصل كثيرًا مع أمّهات الشهداء وزوجاتهم ومع زوجات الجرحى، هذه السيدّة المضحيّة التي تقضي سنوات عمرها لتدبير حياة جريحٍ وتحسينها قربةً إلى الله، هذا ليس بالأمر البسيط، إنّ ذكر هذه المسائل سهلٌ على اللّسان، ولكن الواقع شيءٌ أرقى، تلك الأمّ التي قدَّمت اثنين أو ثلاثة أو أربعة من أبنائها في سبيل الله، وبقيت بعدهم صلبةً ثابتةً، وتدعونا نحن إلى الصمود والثبات! إنّ الإنسان ليشعر أمام كلّ هذه العظمة بالخشوع حقًّا.

إنّ هذه الحقائق تُمثّل واقع النساء في مجتمعنا وهي مهمّة وتبعث على الافتخار، حسنٌ، بحمد الله، إنّ هذا هو الجانب المنير والمتألّق لمسألة المرأة في البلاد[1].


  • [1]– من خطاب سماحته في لقائه بجمعٍ من النساء النخبة في البلاد بتاريخ 19-4-2014م
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي | الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟