السعيل تقوية البصيرة الدينية والسياسية
إن من الأمور المهمة قضیة البصیرة. أقول لكم: البصیرة في هذا الزمان وفي كل الأزمنة بمعنی أن تشخّصوا خط الالتحام بالعدو، أین یوجد التحام ومعركة مع العدو؟ البعض یخطئون في تشخیص نقطة الالتحام والنزال، فيطلقون قذائفهم ومدفعیتهم علی نقطة لا یوجد فيها العدو بل الصدیق. البعض یعتبرون منافسهم الانتخابي «الشیطان الأكبر»! الشیطان الأكبر هو أمریكا، الشیطان الأكبر هو الصهیونیة، المنافس السياسي لیس الشیطان الأكبر، المنافس الانتخابي لیس الشیطان الأكبر. أنا من أنصار زید وأنت من أنصار عمرو، وأنا أعتبرك الشیطان؟ لماذا؟ لأيّ سبب؟ والحال أن زیداً وعمراً كلاهما یدّعیان الثورة والإسلام ویعملان لخدمة الإسلام والثورة، لنشخّص خط الالتحام والمعركة مع العدو. أحیاناً قد یكون هناك شخص یرتدي لباس الصدیق لكن حنجرته تكرّر كلام العدو! یجب أن ننصح مثل هذا الشخص، وإذا لم یعمل بالنصیحة فيجب أن یحفظ المرء حدوده الفاصلة معه، لا بدّ من خطوط فاصلة معه تفصلنا عنه. إذا تقرّر أن تقفَ بوجه الجمهوریة الإسلامیة وتتحدّث عنها بنفس مشاعر الكیان الصهیوني تجاه الجمهوریة الإسلامیة – وإنْ كان ذلك بأدبیات أخری – فما هو فرقك عن الكیان الصهیوني؟ إذا أردت أن تتعامل مع الجمهوریة الإسلامیة بنفس المنطق الذي تتعامل به أمریكا مع الجمهوریة الإسلامیة فلن یكون ثمة فرق بینك وبین أمریكا، ولكن قد لا تكون القضیة في بعض الأحیان علی هذه الشاكلة؛ أي قد تكون هناك اختلافات، وقد تكون الاختلافات عمیقة وكبیرة، لكن المرء لا یخلط العدو مع غیر العدو، للعدو حالته الخاصة ولغیر العدو حالته الخاصة، ینبغي رسم خط الاشتباك مع العدو وتشخیصه، وهذا ما یتطلب البصیرة، هذه هي البصیرة التي نتحدّث عنها.
البعض یسقطون من هذا الطرف والبعض یسقطون من ذاك الطرف. والبعض یتعاملون مع العدو تعاملهم مع الصدیق، ولا یشخّصون هتافات العدو وأصواته لأنها تخرج من حنجرة أخری. وجماعة في هذا الجانب ما إن یختلف أحد معهم في الذوق والرأي حتی یحسبوه علی العدو! البصیرة هي الخط الوسط الصحیح.[1]
- [1]. بيانات سماحته أمام قوات تعبئة محافظة خراسان الشمالي بتاريخ 15-10-2012م
