مواضيع

تحليل شامل للثورة الإسلامية

ما أريد أن أقوله لكم هنا أيّها الأعزّاء هو النظرة الشاملة والجامعة للثورة، نحن على أعتاب العقد الرابع وقد مضى ثلاثون عاماً، وعادة ما تكون النظرة في مثل هذه الفترة لحدث مثل حدث الثورة العظيم نظرة مصحوبة بإصدار الأحكام والتقييمات حول الأداء مع أنّ الثورة في الثلاثين من عمرها لا تزال في عنفوان الشباب، ولا شكّ في هذا – طاقات الثورة كبيرة جداً والحمد لله خصوصاً هذه الثورة – ولكن حينما ينظر الإنسان إلى فترة تتألّف من ثلاثين عاماً يستنتج أحكاماً حول الأداء والتوفيق والكفاءة، ينبغي أن لا نخطئ في هذا التقييم، وهذا غير ممكن إلّا عبر نظرة شاملة كليّة، أود أن أطرح بعض الأمور في هذا الشأن، طبعاً كنت أرغب في أن أطرحها بتفاصيل أكثر لكن وضع الجو والشمس مضرّ إلى حدّ ما لو أردت طرحها بالتفصيل، وأنتم أيّها الشباب الأعزّاء تعرفون ما أريد أن أقوله .. أنتم تعرفونني .. قلت مراراً إنّ ما نقوله لا يعني آيات منزلة، لا تظنّوا طبعاً أنّ ما نقوله وحي منـزل؛ كلا، أنا أطرح وجهة نظري وأرغب أن أتناقش في الأجواء الجامعيّة، أساس وجهة نظري هو ما سأقوله وقد لا أبلوره على شكل خلاصة في نهاية هذا اللقاء، على أمل أن تبلوروه أنتم في المنظمات الطلابيّة، أو في الأطر الخاصّة بالطلبة الجامعيّين، أو مع أنفسكم.

لو ألقينا نظرة شاملة جامعة للثورة وحدث ظهور الجمهوريّة الإسلاميّة فلن تستطيع النظرات الجزئيّة تضليلنا، النظرة الجزئيّة وعدم النظر للمسار العام من بدايته لنهايته تعمل أحياناً على تضليل الإنسان بل قد يضيّع الإنسان الطريق والأهداف أحياناً، البرمجة والنظر للجزئيّات والتفاصيل معناه البرمجة؛ هذا ما لا ننكره، البرمجة والنظر للأقسام والقطاعات المختلفة معناه النظرة الجزئيّة، نريد القول إنّ هذه النظرة للأقسام والأجزاء ينبغي أن لا تصرفنا عن النظر للكل، لأنّ النظر للكلّ فيه دروس لنا.

المصدر
كتاب التحليل السياسي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟