مواضيع

اجتناب المعاندة

إنّ علماء الأخلاق الذين هم من أهل الرأي والاجتهاد في هذا الفرع من فروع العلم البشري المعاصر يقولون: إنّ بإمكاننا أنا وأنتم أن نغيّر حتّى الأخلاق الموروثة وأن نبدّلها فبالإمكان تغيير الكسل الذاتي والطمع الذاتي والبخل الوراثي والحسد الوراثي والعناد الوراثي، البعض معاندون ومهما وضع الإنسان أمامهم من حقائق فإنّهم يصرّون على موقفهم المعاند، وهذا الأسلوب من شأنه أن يُبعد الإنسان عن الحقيقة وحينما يعاند الإنسان أوّل الأمر يدرك نور الحقيقة شيئاً ما؛ ولعلّه يشعر بأنّ موقفه موقف معاند، ولكن حينما يتكرّر ذلك منه فإنّه سوف لن يدرك بأنّ باطناً كاذباً وإيماناً بعقيدة باطلة يتكوّن لديه، بحيث أنّه إذا رجع إلى نفسه وتعمّق فيها فسيرى أنّ تلك ليست عقيدة وليست ناشئة من باطن الروح وعن ظهر القلب، بل هي شيء في ذهنه فقط، إلاّ أنّ العناد لا يدع صوت الحقيقة ونداء الحقّ والمعنويّات يصلان إلى قلب الإنسان وأذن الروح، وقد رأيتم الّذين وقفوا بوجه الإسلام والثورة الإسلاميّة وخطّ الإمام وهذه الأحقّية الواضحة والمظلومة للشعب الإيراني، كيف عاندوا وجحدوا؟ وكيف أدّى عنادهم إلى ضلالهم وضياعهم؟ بالتأكيد فإنّ العناد يؤدي إلى الضلال واعلموا أنّ هذه الخصال السيّئة الكبيرة تبدأ في الغالب من أمور صغيرة.[1]

وأحياناً يكون منشأ الأمر هو العناد واللجاجة حيث إنّ أحدهم يتفوّه بكلمة ويريد أن يبقى ملتزماً بكلمته، فلو تراجع فإنّ بعضهم سيعيّره ويشمت به. وقد ورد في الرواية: «لعن الله اللجاج».

بعض الأشخاص مطّلعون على الوقائع ويعرفون الحقائق لكنّهم في الوقت نفسه يساعدون الاتّجاهات المخالفة؛ اتّجاهات العدوّ.[2]


  • [1]– 3-2-1995م
  • [2]– 26-10-2010م
المصدر
كتاب التحليل السياسي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟