مواضيع

التعرّف على خارطة العدو

أريد من إخواننا [جماعتنا] بكلّ إصرار، أن يفتحوا أذهانهم وأن يفعّلوا فكرهم، وأن يفهموا ويعرفوا من هو العدو اليوم؛ ماذا يريد وماذا يفعل وما هي خطة العدو؛ العقل هو هذا. ففي جبهة القتال عليكم أن تعرفوا أنّه هل هذه الجهة التي تطلقون النار عليها وتقصفونها ليست نفسها تلك الجهة التي يريد العدو قصفها وضربها؟ لماذا تقومون وتفعلون ما يريد العدو فعله؟ لماذا تسهّلون جادة العدو حتى يتمكّن من الالتفاف بقوّاته؟ المسألة هي هذه. وإنّ ما أؤكد عليه دائماً أن يمتلك الأخوة القدرة على التحليل السياسي حتى لا يقعوا بمثل هذه الأخطاء. بالطبع، هناك أعداء مقنّعون، منافقون وذو وجهين، ليس لديهم الجرأة على أن يُظهروا أنفسهم كأعداء؛ يخفون أنفسهم خلف أشخاص صادقين وجيدين وأحيانًا بسطاء! يجب أن يتمّ التعرّف على هؤلاء وتحذيرهم، وإنّ ما تحتاجه البلاد والشعب اليوم هو أن يكون الناس حادّي النظر ويقظين، أن يصحوا ويعرفوا العدو ويفهموا ماذا يفعل.[1]

إنّنا لا ننكر إطلاقاً وجود تقصيرات شخصيّة واجتماعيّة في داخلنا فيما يتّصل بالنواقص المتعدّدة والمشاكل الكثيرة التي تعترض طريق المجتمع والأفراد؛ هذا ممّا لا شك فيه إطلاقاً ولا ينكره أحد: <مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ>[2] هذا شيءٌ معروف، وإذا وجّه لنا العدو ضربة وكانت مؤثّرة فهي أيضاً <مِن نَّفْسِكَ> لا شكّ في هذا، ففي معركة أحد حينما هجم العدو ووجّه ضربته كان المسلمون في الحقيقة قد تلقّوا الضربة من أنفسهم؛ هذا ممّا لا نقاش فيه، لكن المسألة هي أنّ الإنسان إذا أراد أن لا يتلقّى ضربة، فعليه أن يرى دور العدو، من لوازم التنبّه والتفطّن من أجل توقّي ضربات الأعداء هي رؤية الأعداء الذين يريدون توجيه الضربة لنا، يجب أن لا ينجحوا في إغفالنا عن هذه المسألة، إنّ خط إغفال [إلهاء] الناس وخصوصاً النخبة والخواص منهم عن تأثير العدو هو من الخطوط الإعلاميّة والإيحائيّة للعدو، ولديهم طبعاً طرق وأساليب متعدّدة لذلك، ما إن يقول شخص: «العدو»، حتّى يقولوا: لِمَ تلقي كلّ اللوم على الأعداء!؟ حسن، العدو موجود، لماذا لا نرى العدو؟ لماذا لا نرى الفرحة الكبيرة التي تصيب العدو بسبب اختلافاتنا هنا وبسبب الأحداث المختلفة والاضطرابات التي أعقبت الانتخابات؟[3]

ب. الموارد السلبيّة

1.  عدم التعامل السطحي مع القضايا

يقول أمير المؤمنين(ع): «فإنّما البصير من سمع فتفكّر ونظر فأبصر»[4]، البصير هو الذي يسمع، لا يغلق أذنيه عن سماع الأصوات، وعندما يسمع يفكّر، لا يمكن للإنسان أن يقبل بأمر أو يرفضه بمجرّد سماعه، ينبغي التفكّر: «البصير من سمع فتفكّر ونظر فأبصر»، ينظر ولا يغلق عينيه، مشكلة الكثير من الذين زلّت أقدامهم وهووا في منزلق انعدام البصيرة، هي أنّهم نظروا ثم أغلقوا أعينهم عن الحقائق الواضحة، على الإنسان أن ينظر وعندها سيرى أنه في الكثير من الأوقات ليس لدينا الاستعداد للنظر إلى بعض الأشياء.

يرى الإنسان بعض المنحرفين الذين يرفضون أن ينظروا أصلاً، لن نتكلّم الآن عن العدو المعاند، فيما بعد سأتحدّث عنه <وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا>[5] هناك بعضٌ ممّن عندهم دافع وسبب للعداء ويواجهون بعناد، حسنًا! هؤلاء أعداء؛ بحثنا الآن ليس حولهم، البحث هو عنّي وعنكم حيث إنّنا في الساحة إن أردنا أن نتحلّى بالبصيرة علينا أن نفتح أعيننا، أن نبصر، هناك أشياء يمكن رؤيتها إذا تجاوزناها بشكل سطحي ولم نلتفت إليها، نكون قد أخطأنا بالطبع.[6]

2.  اجتناب الواقع المتوهّم

من الزلّات ما يمكن أن نعبّر عنه بتوهّم الواقعيّة، فيصوّر الإنسان أشياء على أنّها واقعيّة وهي ليست كذلك، إنّ الأعداء الذين يشكّلون جبهةً في مواجهة بلدنا وشعبنا وثورتنا، يسعون لاختلاق الوقائع وإظهار مجموعة من الأشياء على أنّها وقائع مسلّمة أمام أنظارنا في حين أنّها ليست كذلك، علينا أن نحذر من الوقوع في شراك اختلاق الوقائع المخالفة للواقع، افرضوا أنّنا اعتبرنا أنّ قوّتنا هي أكثر من الواقع أو أقل فسوف نقع في الخطأ، كذلك لو حصل ذلك بالنسبة لقدرة العدوّ فسوف نقع في خطأ الحسابات، وهذا الأمر من الأمور التي يدخل مخطّطو العدو بواسطتها إلى الساحة، لاحظوا كيف يتمّ السعي في وسائل إعلام أعدائنا المنتشرة، إلى تقليل شأن الاقتدار المحلّي والوطني للبلاد واحتقاره والسخرية منه، وفي المقابل يتم إظهار اقتدار العدوّ أكثر ممّا هو عليه؛ فهذه من المزلّات. فلو أنّنا أعطينا للعدّو حجماً أكبر ممّا هو عليه وخفناه أكثر فإنّنا قطعاً سوف نُبتلى بالخطأ في الحسابات وسوف نسلك الطريق المنحرف؛ هذه إحدى المزلّات. ومن هذه المزلّات عند مشاهدة الواقع ما يرجع إلى أنفسنا داخلياً، فأحياناً تسبّب لنا تعلّقاتنا وميولنا الشلل وتؤدّي إلى أن نرى أشياء كوقائع بينما هي ليست كذلك، وما يحصل في الواقع أنّ ميلنا إلى الراحة أو إلى المادّيات هو الذي أوقعنا في الخطأ.[7]

3.  اجتناب المعاندة

إنّ علماء الأخلاق الذين هم من أهل الرأي والاجتهاد في هذا الفرع من فروع العلم البشري المعاصر يقولون: إنّ بإمكاننا أنا وأنتم أن نغيّر حتّى الأخلاق الموروثة وأن نبدّلها فبالإمكان تغيير الكسل الذاتي والطمع الذاتي والبخل الوراثي والحسد الوراثي والعناد الوراثي، البعض معاندون ومهما وضع الإنسان أمامهم من حقائق فإنّهم يصرّون على موقفهم المعاند، وهذا الأسلوب من شأنه أن يُبعد الإنسان عن الحقيقة وحينما يعاند الإنسان أوّل الأمر يدرك نور الحقيقة شيئاً ما؛ ولعلّه يشعر بأنّ موقفه موقف معاند، ولكن حينما يتكرّر ذلك منه فإنّه سوف لن يدرك بأنّ باطناً كاذباً وإيماناً بعقيدة باطلة يتكوّن لديه، بحيث أنّه إذا رجع إلى نفسه وتعمّق فيها فسيرى أنّ تلك ليست عقيدة وليست ناشئة من باطن الروح وعن ظهر القلب، بل هي شيء في ذهنه فقط، إلاّ أنّ العناد لا يدع صوت الحقيقة ونداء الحقّ والمعنويّات يصلان إلى قلب الإنسان وأذن الروح، وقد رأيتم الّذين وقفوا بوجه الإسلام والثورة الإسلاميّة وخطّ الإمام وهذه الأحقّية الواضحة والمظلومة للشعب الإيراني، كيف عاندوا وجحدوا؟ وكيف أدّى عنادهم إلى ضلالهم وضياعهم؟ بالتأكيد فإنّ العناد يؤدي إلى الضلال واعلموا أنّ هذه الخصال السيّئة الكبيرة تبدأ في الغالب من أمور صغيرة.[8]

وأحياناً يكون منشأ الأمر هو العناد واللجاجة حيث إنّ أحدهم يتفوّه بكلمة ويريد أن يبقى ملتزماً بكلمته، فلو تراجع فإنّ بعضهم سيعيّره ويشمت به. وقد ورد في الرواية: «لعن الله اللجاج».

بعض الأشخاص مطّلعون على الوقائع ويعرفون الحقائق لكنّهم في الوقت نفسه يساعدون الاتّجاهات المخالفة؛ اتّجاهات العدوّ.[9]

4.  اجتناب المغالطة

إنّ عليكم أن تنتبهوا وتحرصوا بدقّة، في المسائل المختلفة ومنها المسائل الداخلية، أن لا تجرّنا المغالطات إلى الخطأ في التحليل.[10]

عليكم أن تفكّروا من أجل أن تمتلك هذه التيارات الطلابيّة السليمة – سواء كانت لجان أو تعبئة أو التشكيلات المختلفة الأخرى، حيث يوجد اليوم تشكيلات طلابيّة جيدة في الجامعات – القدرة على التحليل السياسي إلى جانب النشاط الفكري العلمي لأنَّه عند فقدان قدرة التحليل سوف يُخدع الشخص من خلال التحاليل المضلّلة للأجانب، لا يمكن أن يوجد أحد في عالم السياسة يأتي ويقول بكل صراحة: أريد أن أظلمك؛ سواء أراد أن يظلم شعباً أو شخصاً ما فلا يمكن أن يدّعي مثل ذلك أحد، بل يتوسل بـ«المغالطات السياسيّة» ليتمكّن من التسلّط على الشعوب، و ذلك شبيه بالمغالطات الفلسفيّة التي يقوم الخصم فيها بتضليل المقابل من خلال طرح بعض الشبهات العلميّة – التي هي في الواقع شبيهة بألعاب الشعوذة وخفّة اليد – حيث يقدّم الأعداء مغالطة سياسيّة، يدقّون مسمارهم في الجدار تمهيداً لإضعافه ومحاولة هدمه، إنّ علينا أن نقوم بما يجعل هذا الشاب يدرك المغالطة، فكما أنّ معرفة المغالطة في الفلسفة والمنطق تُعتبر إحدى الفنون والمهارات الظريفة، ينبغي أن نعرّف شبابنا على ماهيّة المغالطة كي يتمكّن من تفكيكها والتغلّب على كلّ من يطرحها؛ فيقول له: أنت اخترعت هذه القضيّة وهذا إشكالها وهنا مكمن اختلالها. هذه هي قدرة التحليل السياسي ويجب أن توجد لدى الشباب.[11]

لهذا يجب أن تكون اللقاءات تخصصيّة وأمّا أن يتباحث الناس علناً وفي الإذاعة والتلفزيون فإنّ الذي له الحق لا ينتصر بالضرورة، فالذي سيغلب هو من يتقن التعيير أكثر ويمكنه أن يلعب دوره بشكل متقن! مثل قضيّة صورة الأفعى واسم الأفعى حيث قال: أيّهما أفعى؟ فأشار الناس إلى صورة الأفعى وقالوا: واضحٌ هذه هي الأفعى. لهذا ينبغي أن تكون حريّة الفكر ضمن لقاءات تخصصيّة بما يتناسب مع البحث، أمّا الأجواء العامة فلا تكون محلًّا لتلك الأبحاث والمناظرات.[12]

5.  عدم إطلاق الأحكام المسبقة والنظرة المنحازة

تحصيل البصيرة ليست مطالبة بأمرٍ صعب وغير ممكن، إنّ اكتساب البصيرة ليس أمراً شاقاً، اكتساب البصيرة يحتاج فقط إلى الحدّ الذي لا يكون فيه الإنسان أسيراً للمصائد والشباك المختلفة من المحبّة والبغض وأهواء النفس والأحكام المسبقة، يكفي الإنسان هذا الحدّ بأن ينظر ويتدبّر ليجد الحقيقة، المطالبة بالبصيرة هي هذه المطالبة بالتدبّر والنظر وليس أكثر.[13]

التقوى في الشؤون الشخصيّة هي شيء، و التقوى في الشؤون الاجتماعيّة والسياسيّة والقضايا العامة شيء آخر أصعب وأهم وأكثر تأثيراً وخطورة بدرجات، ما الذي نقوله حول أصدقاءنا وحول أعداءنا؟ هنا تترك التقوى أثرها، قد نخالف شخصاً وقد نعاديه، فكيف نحكم عليه؟ إذا كان حكمكم على الشخص الذي تخالفونه أو تعادونه حكماً غير واقعي، فهذا تجاوز لجسر التقوى، أكرّر هنا الآية الكريمة التي ذكرتها في البداية: <يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا>[14] القول السديد هو القول المتين الصحيح الصائب؛ يجب أن نتكلّم هكذا.

أريد أن أقول لشبابنا الأعزّاء الشباب الثوري المؤمن العاشق للإمام من الذين يتحدّثون ويكتبون ويبادرون ويعملون أن يراعوا التقوى حقّ رعايتها، يجب أن لا تدفعنا مخالفتنا لشخصٍ ما إلى الخروج عن جسر الحق وظلم ذلك الشخص، كلا؛ يجب عدم ظلم أحد وينبغي عدم ممارسة الظلم ضد أيٍّ كان.[15]

يحدث معنا أيضاً أنّه في بعض الأحيان عندما تحصل حادثة معيّنة في العالم و لكنّنا لا نستطيع أن نعطي رأينا فيها بشكل حازم وقاطع، على سبيل المثال: أن تقوم حكومة ما في بلد باستلام مقاليد السلطة أو يقع نزاع بين تيّارين في منطقةٍ ما في العالم، وأحياناً لا يكون هناك أدلّة كافية وشواهد واضحة لاتخاذ موقف؛ فالإنسان حينها لا يتمكّن من الحكم حول تلك القضيّة.[16]

6.  اجتناب توهم السهولة

واجهنا نوعين من الموانع: الموانع الداخليّة والموانع الخارجيّة.

ما هي الموانع الداخلية؟ إنّها الأشياء الموجودة في داخلنا نحن البشر – سواء أصحاب القرار أو كلّ واحد من أبناء الشعب أو الذين يشهدون وينظرون ساحة الكفاح والثورة من خارجها – هذه هي الموانع والعقبات الداخليّة، إنّها حالات الضعف؛ الضعف الفكري والضعف العقلاني والركون إلى طلب الراحة والسهولة، استسهال الأمور وتصوّرها سهلة بسيطة، هذه الحالات تمثّل أحياناً عقبات تحول دون تحقيق الهدف، ينبغي أن يكون تقييم العمل ومشكلاته بنحو يتطابق مع الواقع أو يقترب من الواقع على الأقل، توّهم السهولة يشبه حالة التساهل والاستخفاف؛ هو أيضاً من عقبات الطريق وموانعه.[17]

7.  عدم طلب الراحة

إنّ التهرّب من مواجهة التحدّي هو أيضاً من أنواع ضعفنا الداخليّة؛ التهرّب من التحدّي يسمّى خطأً طلباً للعافية، طلب العافية شيء جيد؛ العافية من أعظم النعم الإلهيّة: «يا ولي العافية، نسألك العافية، عافية الدنيا والآخرة» ليست العافية بمعنى عدم الخوض في المشاكل، بل معناها التصرّف بشكل صحيح واتّخاذ الخطوات الصائبة، والهجوم في الوقت الصحيح والانسحاب في الظرف المناسب، العافية من البلاء كما لو قلنا العافية من المعصية، إذن طلب العافية والسلامة ليس شيئاً سيّئاً، لكنّهم يسمّون التهرّب من التحدّي طلباً للعافية خطأً، أي إنّه التهرّب من التحدّي في الحقيقة طلب الراحة واعتبار مواجهة المشاكل أمراً قبيحاً وغير مقبول، وعدم الاستعداد لمواجهتها، هذه من حالات ضعفنا الداخلي.[18]

8.  عدم التردّد

التردّد هو صفة في غاية السوء والخطورة لا يطرحونه معززاً بالاستدلال لأنّه يفتقر إلى الاستدلال، فلابد من التحلّي بالحذر إزاء ذلك؛ وليس ذلك مختصٌّ بكم فقط بل يشملنا جميعاً، وعلى كلٍّ منّا أن يراقب قلبه بالدرجة الأولى ومن ثم قلوب مجموعته والمرتبطين به، إنّ القلوب المفعمة بالإيمان والبصيرة والمعرفة لا تُهزم ولا يعتريها الرعب أبداً، ولغرض بثّ الرعب والانهزاميّة والتركيع والمهادنة لابدّ أوّلاً من زرع الشك والتردّد في القلوب، وهذا التردّد لا يحصل دائماً عن طريق الذهن والفكر، بل يأتي أحياناً عن طريق البدن والشهوات والأهواء الجسديّة وحبّ المال وأنتم تتذكّرون الدعاء الوارد في الصحيفة السجاديّة «اللهم حصِّن ثغور المسلمين»، هذا الدعاء الذي كان الكثير من شبابنا يقرأونه أيّام الجبهات، وقد جاء فيه: «وامح عن قلوبهم خطرات المال الفتون»[19]؛ المال مثير للفتنة، وإنّ طلب الجاه والمنصب وطلب الراحة والبهرجة والكماليّات من الأمور التي تُدخل الشك في قلب الإنسان وعقله عبر بدنه وشهواته، فاحذروها؛ فطلب الراحة والسعي وراء كماليّات العيش هي أمور تترك أثراً سيّئاً على الإنسان الذي لا يدركها للوهلة الأولى، إذ إنّها تترك أثرها تدريجياً، فإذا بالإنسان يحاول الحركة والعروج والتحليق عالياً، لكنّه يدرك حينها أنّه لم يعد قادراً، احذروا وحافظوا على جمعكم؛ احرسوا الأذهان والقلوب والأفكار والإيمان بدقّة وقوّة،هذه هي وصيّتي الدائمة.[20]

9.  اجتناب الغضب

أمّا في جمع المؤمنين وبين أولئك الذين أُمرنا أن نعاملهم وفق السلوك الإسلامي فلا ينبغي أن يكون هناك غيظٌ وغضب، فالغضب يضرّ بصاحبه، اتّخاذ القرار عند الغضب مضرّ، وكذلك الكلام والعمل عند الغضب فإنّه غالباً ما يؤدّي إلى الوقوع في الأخطاء والشبهات، وهو للأسف أمرٌ رائج كثيراً بيننا، وإنّ العمل على منع هذا الغضب الذي يؤدّي إلى الانحراف والخطأ في الفكر والعمل هو من موارد التقوى «وكظم الغيظ».[21]


  • [1]– 27-9-1998م
  • [2]– النساء: 79
  • [3]– 24-9-2009م
  • [4]– نهج البلاغة، الخطبة 153
  • [5]– النمل: 14
  • [6]– 26-10-2006م
  • [7]– 24-7-2012
  • [8]– 3-2-1995م
  • [9]– 26-10-2010م
  • [10]– 6-9-2012م
  • [11]– 14-8-2006م
  • [12]– 23-8-2010م
  • [13]– 26-10-2010م
  • [14]– الأحزاب: 70
  • [15]– 4-6-2010م
  • [16]– 22-3-1990م
  • [17]– 3-5-2008م
  • [18]– 3-5-2008م
  • [19]– الصحيفة السجّاديّة، الدعاء السابع والعشرون
  • [20]– 15-9-2002م
  • [21]– 18-8-2010م
المصدر
كتاب التحليل السياسي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟