مواضيع

التعبئة الطلّابيّة تمثّل ذخيرة لإنجازات التجربة الجامعيّة

إذاً، أنتم تتصلون بالجامعة والوسط العلمي والدرس والعلم والبحث العلمي من جانب وبمنظومة الحرس الثوري من جانب آخر؛ وهذه ميزة خاصّة.

والآن بالنظر إلى هذين البعدين أ أنتم من حرس الثورة أم من الطلبة الجامعيّين والتنظيم الطلابي؟! هذا سؤال مهم.

الجواب هو: لا، لستم عسكريين؛ بل أنتم طلبة جامعيّون وتنظيم طلابي؛ لكن هذا التنظيم يستند إلى موضع مطمئن ـ وهو مظهر المقاومة ـ وهذا الاستناد لا يحدّ من حركته طبعًا، ولا يحدّ من عمله ونشاطه العلمي ولا يبدّل هويته إلى هويّةٍ عسكريّةٍ، لكنّه يمنحه زادًا من التجربة الجهاديّة ويمنحه الانضباط الذي نشأ عن هذه التجربة؛ وهذا لصالح التنظيم الطلابي، فأنتم تستفيدون من خيراته، وفي نفس الوقت لا تتحوّلون إلى عسكريّين.

ويجب عليّ أن أقول على الفور: إنّ كون الإنسان عسكريًّا ليست نقطة ضعفٍ على الإطلاق؛ بل إنّها تدعو إلى الفخر؛ لكنّكم لا تتمتّعون بهذا الفخر في الوسط الجامعي؛ بل لكم مفاخر أخرى، وأمّا ذلك الفخر فهو مختصٌّ بالبيئة العسكريّة.

أجل، من الممكن أن يشارك طالبٌ تعبويٌّ في المناورات على أنّه عضو ناشطٍ في التعبئة أو التعبئة الخاصّة، أو يؤدّي غير ذلك من الأعمال ويحصل على شرفٍ عسكريٍّ؛ فلا بأس بهذا؛ لكنّ هيكليّة التعبئة الجامعيّة ليست عسكريّة؛ بل هي تنظيمٌ طلابيٌّ له مميزاته، ولهذا أوصيكم أن تبقوا طلابًا جامعيّين وأن تتباهوا بعلاقتكم مع الحرس الثوري، ولكنّكم لستم عسكريّين، وكون الإنسان عسكريًا يُعدّ من المفاخر؛ خاصّةً إذا كان هذا العسكري عضوًا في المؤسّسة العسكريّة للحرس الثوري؛ فإذا أصبح الشخصُ عسكريًا، فليعتبر هذا فخرًا له؛ وأمّا من لا يرغب في ذلك فليس هناك ما يرغمه على ذلك.

ما الفرق بين هذا التشكيل والتشكيلات الأخرى؟ لأنّ هناك تشكيلات أخرى، وهي مؤمنة وثوريّة ومترابطة.

إنّ الفرق بين هذا التشكيل والتشكيلات الأخرى هو أنّ التعبئة تعني: كلّ شخصٍ أو مجموعة مستعدة لتلبية احتياجات الثورة في كلّ الأزمنة باختلاف أنواعها؛ هذا هو معنى التعبئة؛ وقد تمّ تأسيس تشكيل بهذا العنوان وأنتم من أعضائه، وإذا كان هناك شخصٌ آخر في تشكيلٍ آخر وهو يتمتّع بشعوركم فهو تعبويٌّ، لكنّه ليس من أعضاء تشكيلكم رسمياً؛ فمن يكون في الورشة ولديه هذا الإحساس فهو تعبويّ، ومن يكون طالب علومٍ دينيّةٍ في الحوزات العلميّة ويحظى بهذا الشعور فهو تعبويٌّ أيضًا، ومن يكون في السوق والإدارة والقرية ويتمتّع بهذا الإحساس فهو تعبويّ كذلك؛ إنّه الإحساس بأنّه على استعدادٍ للحضور في جميع المجالات وفي كلّ الأزمنة وعلى أيّ صعيدٍ يكون به حاجةٌ إليه[1].


[1]– من خطاب سماحته في لدى استقباله الآلاف من أعضاء التعبئة الجامعية في كل أنحاء البلاد بتاريخ 21-5-2007م

المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟