مواضيع

الحوزة يجب أن تكون في الصفّ الأوّل للجهاد

من الضروري أن تكون الحوزة العلميّة في الخط الأمامي لحركة المجتمع العظيمة، وكما ترون فإنّ مراجعنا العظام كالمرحوم آية الله العظمى السيّد الكلبايكاني، والمرحوم آية الله العظمى المرعشي النجفي، واليوم آية الله العظمى الشيخ الآراكي (حفظه الله وأدام الله بقاءه الشريف ورحمهم الله) كانوا في الخط الأمامي على الدوام سواءً في حياة الإمام الخميني أم بعد رحيله وحتّى اليوم.

لقد كانوا يتقدمون على الآخرين في كلّ أمرٍ مهم من أمور المجتمع، ففي يوم الانتخابات، كان المرحوم السيّد الكلبايكاني والمرحوم السيّد المرعشي أوّل المبادرين بالإدلاء بآرائهم في الصباح، وهذا الموقف هو موقفٌ رمزيٌّ لأّنه بالإمكان الإدلاء بالرأي عصرًا إلّا أنّهم كانوا يُدلون بآرائهم صباحًا، وكما كنتم ترون فإنّ الإمام كان يفعل ذلك أيضًا، فقد كان ملتزمًا بهذا الأمر! نعم وضعه معلومٌ للجميع.

هكذا كان مراجع قم، كانوا في الخط الأمامي دومًا في الأمور الأساسيّة وفي الحرب وفي جبهات القتال، وفي ترغيب الناس للمرابطة في جبهات القتال، وفي القضايا الاقتصاديّة، وإلى ما هنالك من الأمور…، كانوا دائمًا من المبادرين والمتقدّمين فيها، وهكذا يجب أن تكون الحوزة العلميّة.

وإنّ الإنسان الذي يعيش في الحوزة، والذي تكون نظرته إلى النظام الإسلامي وإلى أحكام القرآن التي تطبق في هذا النظام، والذي تكون نظرته إلى الحكومة الإسلاميّة التي قامت ببركة جهاد هذه الأمّة نظرةً غير جِديّة فإنّ ذلك الإنسان ـ أيًا كان ـ هو عنصرٌ أجنبيٌّ عن الحوزة.

في الحوزة العلميّة الشيعيّة الصحيحة يجب على الجميع أن يعتبروا أنفسهم في الصفوف الأمامية ولاسيّما طلبة العلوم الدينيّة الشباب الذين كانوا ـ ولله الحمد ـ هكذا على الدوام؛ أي إنّ الفضلاء والطلبة الشباب وكبار الحوزة والأساتذة المحترمين كان لهم موقع في الصفوف الأماميّة في جميع الأمور والجوانب في تلك دائمًا، وينبغي لهم أن يبقوا دائمًا في تلك الصفوف والمواقع[1].


  • [1]– من كلمة سماحته في بداية درس الخارج في الفقه بتاريخ 11-9-1994م
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟