مواضيع

الأمّة التي لديها عقيدة بالجهاد، تتقدّم في جميع الميادين

إنّ الروحيّة الجهاديّة أمرٌ ضروريٌّ، وإنّ شعبنا منذ بداية الثورة وإلى يومنا هذا كلّما دخل إلى أيّ مجالٍ بروحيّةٍ جهاديّةٍ، تقدّم وتطوّر فيه؛ وقد شاهدنا ذلك في الدفاع المقدّس، وفي جهاد البناء، وها نحن نشاهد نفس الأمر في الحركة العلميّة، لو أنّنا امتلكنا الروحيّة الجهاديّة في المجالات المختلفة، أي أن نعمل في سبيل الله وبجدّيّةٍ وبصورةٍ لا تعرف التعب ـ لا أن نسعى لمجرّد إسقاط التكليف وحسب ـ فلا شكّ أن هذه الحركة ستتكامل وتتطوّر[1].

إنّ الهمّة الجهاديّة والإدارة الجهاديّة، لا يمكن أن يتطوّرا من خلال التحرّك بطريقة عاديّة مألوفة؛ فلا يمكن إنجاز الأعمال الكبيرة بتحرّكٍ عادي أو بتحرّك ناعس أو بتحرّك الخالٍ من الاندفاع؛ فهذه الأعمال تحتاج إلى تحرّكٍ جهاديٍّ وإدارةٍ جهاديّةٍ، وهذا التحرّك يجب أن يكون عِلميًّا ومليئًا بالطاقة والقوّة، وينبغي أن يكون على أساس تخطيطٍ وبرنامجٍ محكم، وينبغي أن يكون جهاديًّا في الوقت نفسه[2].

حينما يؤمن الشعب بالجهاد فسوف يتقدّم على الصعد كافة، فالجهاد لا يحصل بمجرّد حمل البنادق وحسب، بل الجهاد إنّما يكون في أن يرى الإنسان نفسه دائمًا في ساحة النشاط والحركة والكفاح ضد العقبات والموانع والعراقيل، وفي أن يشعر بالتكليف والالتزام، هذه هو الجهاد، وهذا هو الجهاد الإسلامي.

فالجهاد يكون أحيانًا بالنفس، وأحيانًا بالمال، وأحيانًا بالفكر، وأحيانًا برفع الشعارات، وأحيانًا بالنـزول إلى الشوارع، وأحيانًا بالحضور إلى صناديق الاقتراع؛ هذا هو الجهاد في سبيل الله، وهو ما يحقّق رقيّ أيّ أمّةٍ من الأمم، ويمنحها الطراوة والأمل ويتقدّم بها إلى الأمام.

حسناً، إذا حصل كلّ ذلك، كيف يمكن لأحدٍ أن يتوجّه ضدّ أمّةٍ كهذه الأمّة؟! إنّ الجبهة المعادية للإسلام وللثورة الإسلاميّة وللنظام الإسلامي التي تكونت في العالم، تريد العمل ضد مثل هذه الظاهرة العظيمة،‌ ولكن كيف يمكنها أن تعمل ضدّها؟ إنّ مبارزة شعبٍ كهذا بالحرب غير ممكنٍ ـ‌ وقد جرّبوا ذلك ووجدوا أنّه غير ممكنٍ ـ كما أنّه لا يمكن أن يحصل بالتهديد بالحرب وبالتهديدات العسكريّة، ولا يمكن أن يتمّ من خلال الحصار الاقتصادي، إنّ الذين يتصوّرون أن بوسعهم أن يجعلوا الشعب الإيراني يركع من خلال الحصار الاقتصادي، فهم يضيّعون أوقاتهم عبثًا، فالشعب الذي يحمل الأمل والإيمان، يعرف ما الذي أقدم عليه، ولا يمكن لأحدٍ أن يهدده ولا أن يجعله يتراجع أو يتقهقر[3].


  • [1]– من كلمة سماحته في الحرم الرضوي المطهّر بتاريخ 21-3-2011م
  • [2]– من خطاب سماحته في جلسة شرح سياسات الاقتصاد المقاوم بتاريخ 11-3-2014م
  • [3]– من خطاب سماحته في لقائه بأهل أصفهان في يوم عيد الأضحى بتاريخ 17-11-2010م
المصدر
كتاب الحياة بأسلوب جهادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟