أقسام الجهاد والنضال وأركانهما
للنضال أنواعٌ وأقسام: فلدينا نضالٌ علميٌّ، ونضالٌ في النشر والطباعة، ونضالٌ سياسيٌّ، ونضالٌ اقتصاديٌّ، ونضالٌ مسلّحٌ، ونضالٌ علنيٌّ، ونضالٌ في الخفاء، لكنّ النقطة المشتركة بينها جميعًا هي أنّها تكون في قبال خصمٍ من الخصوم، وفي قبال مانعٍ من الموانع[1].
وهناك أمران في كلّ نضالٍ ينبغي أن يتوفّرا حتمًا:
أوّلًا: أن يكون فيه جدٌّ وجهدٌ وتحرّكٌ
فالإنسان لا يمكن له أن يناضل وهو نائمٌ في فراشه أو قابعٌ في دهليز داره! ينبغي أن يكون في النضال جدٌّ وجهدٌ، وعلى الرغم من أنّه في بعض الصور، هناك ميادين للنضال مع النفس، إلّا أنّنا هنا سوف نتعرّض إلى بعض الأمثلة عن النضال الاجتماعي وأمثال ذلك[2].
إذاً الشرط الأول للجهاد هو بذل الجد والجهد والتحرّك.
ثانياً: أن يكون الجهاد والنضال ضدّ عدوٍ
فلا معنى للنضال مع عدم وجود عدوٍ[3]، يعني يعلم أنّه يواجه تحرّكًا مخاصمًا وغرضًا خبيثًا، فمن الشروط الأساسيّة للجهاد أن يكون التحرّك في قبال توجهٍ معادٍ[4].
وعلى هذا فإن الجهاد يتقوّم بركنين؛ الأوّل: أن ينطوي على بذل الجدّ والجهد، والآخر: أن يكون في قبال العدو.
فمن يجدّ ويجْهَد ويتحرّك ضدّ الصديق، فهذا ليس بجهاد؛ بل هو فتنة وإخلال، ومن يبذل جهده وسعيه ضِدّ دولة الحقّ وضدّ الصلاح ونظام الحقّ، فعمله هذا فتنة ومحاربة، وليست بجهاد، أيًّا كانت صور هذا الجدّ والجُهد الذي بذله، سواء أكان بصورة الكتابة أم القول أم على شكل كتابٍ أم منشوراتٍ أم إشاعاتٍ أم تذمّرٍ أم أيّ عملٍ سلبيّ، فهذه كلّها إشعالٌ للفتنة وتضليلٌ للناس، وبعض أشكالها يُعدّ محاربةً.
وأمّا إن كان هذا الجدّ والجهد ضِدّ عدو الله ورسوله وأوليائه، فيُعدّ جِهادًا في سبيل الله وهو الجهاد الذي دعا إليه رسول الله(ص) ؛ إذاً التقاعس والبطالة والكسل واللامبالاة ليست من الأمور المرغوبة في أمّة النبيّ الأكرم(ص) [5].
تعليق واحد