مواضيع

السياسي الوحدوي

كريم في خارطة الأحزاب السياسية لم يكن يعرف حزباً .. كان يعمل عملا سياسياً قائماً على الوحدة، فكان يرأس دائرة الاستثمارات في جمعية الوفاق إلا أنه أدرك أن وحدته لا تتناقض ووجوده في مكانٍ ما .. كان كريم يملك علاقاتٍ رائعة مع جميع الأحزاب، لا لأنه حزبي، فكان يمقت الحزبية الموجودة ويسعى لإذابتها، فكان يرى نفسه كريم الوطن.

هكذا عودني كريم، وهكذا تعلمت من كريم أن أكون للوطن .. أن أكون للشعب كل الشعب، لا لفئةٍ على حساب أخرى، هكذا ربى كريم بناته، وهكذا عزز فيهم روح المؤسسة .. جعل فيهم روحاً تقول : نفسي فداء وطني .. عزز فيهم روحاً تقول : البذل لله في كل مكان، فالبذل لله لا يعرف المكان ولا الزمان .. كريم الثورة كريم، كان كريم تلك الروح التي سجلت حضورها الواعي، ففي الثورة كانت روحه تقوده إلى الرفض وإلى الصمود .. إلى إثبات الذات للدين والوطن والعزة وطلب الحقوق، كريم منذ الرابع عشر من فبراير كانت رجله لا تكل عن حضور فعاليةٍ هنا ومسيرةٍ هناك، و حتى وجوده السياسي كان حاضراً، ويشهد على ذلك ميدان الشهداء، فقد كان كريم مشروعاً مهيئاً، و كان أحد أولئك الذين يسددون كل فعل نافع، فكان الباسم في وجه كل الشعب .. كان الغاضب على من قتل الشهيد المشيمع، فقد شارك في تشييعه، والغاضب لقتل الشهيد أبوحميد، والغاضب لمجزرة الخميس الدامي، وكان حاضراً فيها، وكان كريم بروحه الثورية لا يترك مجالاً للثورة في حياته إلا وكان فيه، و لم يقبل الهوان فكانت لحظة العروج.

المصدر
كتاب فخر الشهداء - الشهيد عبدالكريم فخراوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟