مواضيع

إفادة علي عبدالزهراء القفاص

الزحف ١٥ مترا

العمر: 21 سنة

الحكم: 5 سنوات

    نفذت القوات الخاصة وبقيادة ضباط أردنيين وبحرينيين هجوما وحشيا على مبنى رقم ٤ واستعملت القوات سلاح الشوزن والقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، وتم نقلي بعدها إلى مبنى رقم ١٠. وبعد تفتيش شخصي مهين، تم وضعي في غرفة غير مؤهلة ولا تصلح للنوم، ثم أخذوني إلى العيادة لكوني مصابا بالسكري الحاد لأخد إبرة الأنسولين. ولم يتم جلب وجبات الغداء والعشاء والفطور لمدة ٣ أيام.

     وتم توجيه الإهانات والشتائم خلال هذه الأيام من قبل القوات الخاصة والشرطة الأردنيين (ومنهم: فارس، بلال سامر، محمد وآخرون).

      وفي تاريخ ١١ مارس ٢٠١٥م أخرجونا إلى “الفنس” الخارجي، وأجلسونا على الأرض، وذلك بتنفيذ من الشرطي فارس (الأردني)، وحلقوا رأسي ولحيتي بشكل مهين بواسطة الماكينة والمقص، مصحوبا ذلك بالضرب الوحشي، ابتداءا من صلاة الظهر وحتى الساعة ١١ مساء.

     اعتدت علينا القوات الخاصة وشرطة المبنى بشكل وحشي بالهروات والأسياخ الحديدية وبأنابيب بلاستيكية، وكان أكثر الاستهداف في الرأس، وذلك بحضورعدد من الضباط مثل حسن جاسم وآخرين. وفي ظل برودة الجو؛ كانوا يسكبون علينا ماءا باردا فوق الرأس، مما سبب لي الحمى والزكام مع رضوض بأنحاء مختلفة من جسمي.

      وقد أمروني بأن أزحف ١٥ مترا، وبعدها وضعوا رأسي في المرحاض، ثم أجبروني على تنظيف الحمام بظهري.

      ولغاية ٣ أشهر تم منعي من الذهاب إلى الحمام، ما عدا مرتين فقط لقضاء الحاجة ولمدة دقيقتين أو دقيقة فقط، ويتم الاعتداء علينا بالضرب بالهراوات و”الأهواز” في الذهاب والإياب، وفي حال التأخر أكثر من دقيقة في الحمام يتم ضربنا من قبل الشرطة الخاصة والشرطة المسؤولين، ونتيجة لذلك فقد كنت أتبول في علب العصير، وفي بعض الأحيان لا أخرج إلى الحمام خشية الاعتداء علي بالضرب. وعندما لاحظ المسؤول عدم خروجي إلى الحمام قام بضربي على فخذي، حتى تورم بعد ضربي ب”سيخ” حديد.

    ولمدة أسبوع، كنا نفترش الأسرة الحديدية بدون وسادة أو فراش أو لحاف في ظل البرودة، حيث كان المكيف يعمل في أقل من درجة مئوية.

رحلة العذاب إلى العيادة

      في تاريخ ١١ مارس ٢٠١٥م، أجبرونا على رفع شعارات مؤيدة للنظام، ورفع شعار باللهجة الأردنية: “أنا مش زعيم سيدي أنا أرنب”. وبعد العناء الطويل، تم نقلي إلى العيادة لتلقي علاج السكري “الأنسولين”، وخلال ذهابنا وإيابنا إلى العيادة كنا نتعرض للضرب والإهانات، كما كنا نجبر خلال الإياب على أداء التمارين الرياضية. وكان النصيب الأكبر في تنفيذ هذه المعاملة من جانب الشرطي الأردني المدعو زهير. إضافة إلى تعريضنا للضرب كلما طلبنا الذهاب إلى العيادة، وذلك من جانب الشرطة زهير، وسامر (أردني)، ومحمد سليمان (باكستاني)، وأفضل (باكستاني)، مع عدم مراعاة أني مريض بالسكري. واستمر ذلك طيلة ٣ أشهر، حتى شهر يونيو.

     في بعض الأحيان كانوا يجبروننا على الوقوف لمدة ساعة وقت الظهيرة، في ظل الشمس الحارقة، وقد أصابني انزلاق غضروفي جراء إجباري على تمارين رياضية قياما وقعودا لأكثر من ١٥٨ مرة. وبأمر من شرطة المبنى (تيسير الأردني، بلال الأردني، وجمعة السوري)؛ كان يتم إجبارنا على الوقوف وفق نظام عسكري. وقد أجبرني الشرطي خالد (أردني) على الوقوف من الساعة السادسة صباحا وحتى السادسة مساءا، دون السماح لي بالجلوس حتى وقت الصلاة والطعام. وبعد وصول وكيل المناوبة الثانية، محمد حسني زكريا (أردني)، قام بإكمال التعذيب وإجباري على الوقوف مع استراحة للصلاة وساعتين للنوم، واستمر ذلك لمدة ٥ أيام، حتى سقط عدد من النزلاء من شدة الإرهاق والتعب.

     وكان يتم إيقاظنا من النوم وإيقاف عمل المكيفات بأمر من الوكيل تيسير (الأردني)، ويقومون بتفتيش الغرف بحثا عن الطعام الخاص المتبقي من الوجبات الثلاث.

    في تاريخ ٢٠ أبريل ٢٠١٥م، وفي مناوبة محمد حسني (الأردني)؛ أمرني بعد عودتي من الحمام أن أقف مقابلا الحائط، ليتم بعدها ضربي فوق رأسي دون رحمة. وكان ذلك قرب الثلاجة (المكان الذي لا تصله الكاميرات الأمنية)، وبعدها تم إجباري على الاستلقاء على ظهري، ورفعوا قدمي لأضرب في باطن القدم، ومن شدة الألم كنت أصرخ صراخا شديدا، ليكمل بعد ذلك الوكيل راشد (الأردني) مهمته في ضربنا مع محمد حسني، وحتى الصباح الباكر. وخلال ذلك، كنت أستنجد بأهل البيت، وأصرخ بعبارة “يا علي”.

    طيلة ٣ أشهر، لم يسمحوا لنا باستعمال أدوات النظافة، وأجبرونا على استعمال خلطة من القهوة وصابون الملابس والأواني و”الديتول”، استهزاءا بنا.

    وفي شهر ٤ وحتى شهر ٦، كانوا يخرجونا إلى طابور صباحي، وإجبارنا على إنشاد “السلام الملكي”، بإشراف من الوكيل محمد حسني، ومعه الشرطي الأردني سامر وزهير ومحمد فرحان (أبو غنام)، والشرطي السوري محمد سالم.

    وعند عدم رفعك لصوتك تتعرض للضرب ب”الهوز” دون رحمة وحتى درجة الإيلام الشديدة. وفي مناوبة الشرطي الأردني خالد أمر كلا من مروان وعميد-(الباكستانيين) بتفتيشنا، وضرب الخصيتين، حيث كان يتم تفتيش الأماكن الحساسة. وفي هذه المناوبة أيضا كان يتم إجبارنا على رفع أصواتنا بالغناء، والتلفظ بالكلمات البذيئة.

     وبسبب إجباري على الوقوف المتواصل تحت أشعة الشمس، تم نقلي إلى العيادة مغشيا علي، وتعرضت هناك للضرب من قبل الشرطي الباكستاني سليمان، والباكستاني محمد محسن، ودون رحمة.

    وفي مناوبة الأردني تيسير ومعه الشرطي الأردني بلال، تم إجباري على أن أقلد صوت البط وحركاتهم، وذلك ذهابا وإيابا ولعشرين مرة وبمسافة ١٥ مترا.

    وفي وقت النوم، كانوا يجبروننا على تغطية رؤوسنا، وألا نتحرك أو نتنفس ولمدة ٧ ساعات.

    وقد تم حرماني من الاتصال بالأهل قرابة شهر. وكل ذلك عدا الحالة النفسية التي تعرضت لها العائلة عند أول زيارة بعد شهرين من المنع، حيث شاهدوا الحلاقة المهينة، والكدمات في الوجه. وقد تعرضت للضرب من جانب الشرطي اليمني صالح الجهني خلال أول اتصال لي، واعتدى على بالضرب على رأسي ووجهي والخصيتين، كما ضغط على عيني بسبب اسم والدي (عبد الزهراء).

المصدر
كتاب زفرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟